تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أكدت وقوفها إلى جانب سورية في وجه العدوان الذي تتعرض له .. قوى وأحزاب عربية ودولية: أميركا وأوروبا وإسرائيل تعمل على تقسيم المنطقة العربية إلى دويلات متناحرة

عواصم
سانا- الثورة
صفحة أولى
الخميس 11-10-2012
اكدت اوساط سياسية وحزبية ان الحروب التي تخاض في منطقة الشرق الاوسط هي حروب لصالح القوى العظمى،

محذرة من خطورة الخطط الغربية الهادفة الى توسيع نشاطات ونفوذ الاحتكارات الكبيرة لدول الاتحاد الاوروبي واميركا على حساب دول وشعوب المنطقة.‏

كما اكدت تضامنها مع سورية لما تتعرض له من هجمة امبريالية عالمية بتواطؤ مع الرجعية العربية واطراف معينة، ودعت الدول الى اعادة النظر في سياساتها وتقييم موقفها من الوضع في سورية وعدم الانجرار للمشاريع الحربية الاطلسية الكارثية والخطيرة، محذرة من العمليات الاستفزازية التي تقوم بها حكومة العدالة والتنمية في تركيا واطراف اخرى لتأجيج الوضع تمهيداً لاستدعاء عدوان اجنبي على سورية، ورأت ان الاعمال الارهابية فيها تؤكد رفض المعارضة المتطرفة للحوار ما يدل على ضعفها السياسي واعتزامها الاستمرار بممارسة الارهاب والعمل المسلح.‏

وفي هذا الاطار دعا الحزب الشيوعي السلوفاكي الرأي العام السلوفاكي إلى التعبير عن تضامنه مع سورية التي تتعرض لهجمة امبريالية عالمية بتواطؤ مع الرجعية العربية تتجلى من خلال دعم المجموعات الارهابية المسلحة بهدف تأزيم الاوضاع فيها.‏

وشدد الحزب في بيان له على أن الازمة في سورية هي شأن داخلي لافتا إلى خطورة النتائج التي لا يمكن التنبؤ بها للحرب الامبريالية على سورية وغيرها من التدخلات في منطقة الشرق الاوسط.‏

كما دعا الحزب الحكومة السلوفاكية إلى اعادة تقييم موقفها من الوضع في سورية والعمل على عدم جر سلوفاكيا إلى المشاريع الحربية الاطلسية مؤكدا أن الحرب على العراق وافغانستان تعتبر مثالا واضحا على السياسات الخطيرة والكارثية التي نفذتها الحكومات السلوفاكية السابقة والتي جرت البلاد إلى حروب لصالح القوى العظمى.‏

وحذر الحزب من خطورة الاوضاع في المنطقة ولاسيما بعد التصعيد الذي أقدمت عليه تركيا من خلال اقرار برلمانها السماح للجيش بالتحرك خارج تركيا.‏

وأكد أن خطورة الوضع تأتي أيضا من الخطط الغربية الهادفة إلى توسيع نشاطات ونفوذ الاحتكارات الكبيرة من دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على حساب دول منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا والخليج.‏

كما أكد الكسندر كوزنيتسوف المحلل السياسي في جامعة موسكو الحكومية أن موجة التفجيرات والاعمال الارهابية التي تشهدها المدن والبلدات السورية تدل على عدم استعداد المعارضة المتطرفة للدخول في حوار وطني من أجل حل الازمة في سورية سلميا كما تدل على ضعفها السياسي واعتزامها الاستمرار بممارسة الارهاب والعمل المسلح.‏

وقال كوزنيتسوف في مقابلة مع المركز الاعلامي السوري في موسكو أمس ان هذه الاعمال الاجرامية تدل على وجود مخطط مطلوب من قبل القوى المتطرفة ومن قبل بعض الانظمة مثل قطر والسعودية وتركيا وغيرها لتغيير نظام الحكم بالقوة في سورية.‏

وحول التصعيد على الحدود السورية التركية في الاونة الاخيرة قال كوزنيتسوف ان السنوات العشر الاخيرة شهدت تحسنا في العلاقات السورية التركية وفي مجالات عدة وعززت التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين ويعود الفضل في ذلك إلى الرئيس بشار الأسد بالدرجة الاولى ولكن عندما اعلنت الحكومة التركية عن دعمها السياسي للمعارضة السورية المتطرفة وميليشيات مايسمى الجيش الحر وقدمت لها كل الامكانيات لممارسة نشاطها العدواني ضد سورية كان لا بد ان يكون الرد السوري سلبيا تجاه أنقرة.‏

وأضاف ان هذا التصعيد من الجانب التركي قد يكون تهيئة لتدخل عسكري تركي في الشأن السوري الداخلي مؤكدا ان العمليات الاستفزازية المؤدية لهذا التصعيد لاتصب في المصلحة الوطنية السورية لذا لا يمكن اتهام سورية بها ولكنها ستفقد تركيا الكثير من أوراقها في الشرق الاوسط وخصوصا اذا مابقيت على موقفها وأقدمت على أي مغامرة ضد سورية دون حساب نتائج ذلك وانعكاساته على المجتمع التركي ذاته الذي يقف قسم كبير منه ضد تصرفات حكومة اردوغان الحالية.‏

وحول العقوبات المفروضة على سورية من قبل الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الاوروبي قال كوزنيتسوف ان تجربة العقوبات أحادية الجانب بما فيها تلك التي فرضت على العراق في حينه تبين ان من يتضرر منها ليس القادة السياسيين بل الشعب لان هذه العقوبات تضرب بالدرجة الاولى المواطنين البسطاء الذين تتباكى عليهم الدول الغربية ذاتها.‏

بدوره وصف سيرغي سافرونوف المحلل العسكري الروسي الاحداث الاخيرة على الحدود السورية التركية بالاعمال الاستفزازية التحريضية التي تحاول أطراف معينة تأجيج الوضع في المنطقة من خلالها.‏

وقال سافرونوف في مقابلة مماثلة ان هذه الاعمال الاستفزازية ترمي إلى افتعال نزاع مسلح بين البلدين قد يتحول إلى حرب محلية بين سورية وتركيا العضو في حلف الناتو من اجل تقديم ذريعة لهذا الحلف للتدخل ضد سورية وبالتالي فان هدف هذه الاعمال التحريضية والاستفزازية ينحصر في استدعاء عدوان أجنبي على سورية.‏

وأوضح سافرونوف ان الاتراك يصرون على ان القذائف سقطت على أراضيهم من سورية وقد يكون ذلك صحيحا الا انه من غير المعروف من الذي اطلق هذه القذائف مؤكدا ان الاحتمال الاقرب إلى العقل والمنطق هو ان تكون المجموعات الارهابية المسلحة المدعومة من قبل تركيا والعاملة على تدمير سورية هي من أطلق هذه القذائف.‏

وأشار سافرونوف إلى صواب وثبات موقف روسيا المبني على الحل السياسي للازمة في سورية عبر حوار وطني شامل يضم جميع الاطراف السورية المعنية بحل الازمة والجلوس إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة للتوصل إلى حل سوري بامتياز بعيدا عن اي تدخل اجنبي مؤكدا ان الحل السلمي هو الخيار الوحيد اذ ان البشرية لم تعرف حتى الان طريقا اخر لحل مثل هذه الازمات.‏

من جانبه أكد عمر كرامي رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق أن أميركا وأوروبا ومن ورائهما اسرائيل يحاولون تقسيم المنطقة العربية إلى دويلات ضعيفة تتنافس وتتناحر في حين تتفرغ اسرائيل لتنفيذ مشاريع الغرب في المنطقة معتبرا ان ما تشهده سورية والعديد من الدول العربية الهدف منه خدمة مصالح اسرائيل والغرب.‏

وقال كرامي في مقابلة مع صحيفة السفير أمس ان ثمة مايسترو واحدا يقف خلف ما يسمى الربيع العربي الذي يمثل مشروعا أميركيا اذ لا يمكن ان تقع كل هذه الاحداث بالصدفة فالولايات المتحدة تريد ايصال الاسلاميين إلى الحكم لان تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا أعجبتها.‏

ولفت كرامي إلى ان ضرب استقرار سورية دولة الممانعة الباقية في المنطقة سينعكس سلبا على المقاومة لان اضعاف سورية يصب في مصلحة اسرائيل العدو الاول والاخير للعرب وعلينا ان ندعم كل من يقاومها.‏

وأشار كرامي إلى أن المجموعات المسلحة في طرابلس لم يعد لها رأس سياسي وهذا هو الخطر الحقيقي فاذا لم يعد هناك من يستطيع أن يضبط هذه المجموعات أو أن يتفاوض مع الدولة وأجهزتها لتثبيت الامن فهذا أمر لا يبشر بالخير.‏

من جهته جدد الاتحاد العام للطلبة العرب رفضه الدائم لاي نوع من أنواع التدخل الخارجي في سورية داعيا إلى الوقف الفوري للعنف والشروع بالحوار الوطني الشامل بين جميع الاطراف من اجل رسم واقرار مستقبل سورية العروبة والمقاومة وطن كل السوريين والعرب الشرفاء.‏

وطالب الاتحاد في بيان له بالغاء العقوبات الامريكية والغربية والعربية الظالمة بحق ابناء الشعب السوري كما طالب مشيخات الخليج والحكومة التركية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لسورية والتوقف عن ضخ المال الفاسد والسلاح المدمر والمرتزقة المجرمين والاعلام الكاذب المضلل وترك الشعب السوري يقرر مستقبله بنفسه.‏

واكد الاتحاد ان زمن الوصاية والهيمنة وبث السموم الطائفية والتكفيرية والعثمانية والصهيونية قد ولى وان زمن القتل والاجرام لن يطول ولن يدوم ولن يبقى سوى زمن انتصار الشعوب صاحبة القرار من اجل مستقبلها ووحدتها وسيادتها وزمن المصالحة الوطنية وبناء الاوطان بالعمل الصالح والنافع.‏

الى ذلك أكد سمير شركس رئيس التنظيم القومي الناصري في لبنان أن سورية ستنتصر على المؤامرة الدولية التي تستهدفها كما انتصرت في حرب تشرين التحريرية معتبرا ان سورية تعيش اليوم أخطر مرحلة من مراحل وجودها.‏

ونوه شركس في تصريح له أمس بالانجازات التي حققها الجيش العربي السوري والقيادة السورية التي وقفت بكل شجاعة في وجه المؤامرة الصهيواميركية المدعومة من الرجعية العربية معتمدة على التفاف الشعب حول قيادته وجيشه الوطني.‏

وقال شركس ان سورية ستبقى قلعة المقاومة وملاذا لكل الوطنيين والمقاومين لكل أشكال الاستعمار والهيمنة والتسلط والطغيان مؤكدا ان كل الشرفاء في الوطن العربي والعالم يقفون إلى جانب سورية ومواقفها المشرفة.‏

بدوره أكد سالم زهران مدير مركز الارتكاز الاعلامي في بيروت ان الحرب الكونية على سورية تستهدف استنزاف امكاناتها المالية والاقتصادية والعسكرية لتحقيق المشروع الاسرائيلي الصهيوني لتفتيت المنطقة والذي لا يكتمل إلا بسقوط سورية المدافعة عن المقاومة وعن الاحرار في العالم.‏

واوضح زهران في محاضرة له بجامعة تشرين أمس ان الحكومة السورية عملت قبل الازمة على دمج السياسة والاقتصاد لتصبح سورية دولة فاعلة في المنطقة إلا ان اعداءها لا يريدون لها هذا الموقع وهذا الدور فحشدوا لها المرتزقة من كل بقاع الارض مراهنين على تفكك الجيش العربي السوري لكنهم فشلوا في تحقيق ذلك حيث حقق هذا الجيش انتصارات نوعية واصبح يعطي دروسا للعالم في التضحية والصمود والمواجهة.‏

واشار زهران إلى ان صمود الشعب والجيش حال دون وقوع سورية بيد المجموعات الارهابية المسلحة التي تريد تدمير الوطن منوها بالموقف الصيني - الروسي - الايراني من الحرب على سورية لانه موقف يناصر الحق في مواجهة الباطل ويدافع عن كل هذه الدول مجتمعة في مواجهة ما تريده واشنطن واتباعها في السعودية وقطر وتركيا التي تعمل على تأجيج الحرب بكل الاشكال واثارة عامل الفتنة لكنها فوجئت بالصمود السوري وعدم قدرتها على هزيمة السوريين.‏

واكد زهران ان من لم يستطع هزيمة سورية في عام ونصف العام من الحرب لن يستطيع هزيمتها بألف عام وستحقق سورية انتصارا كاملا خلال الفترة القصيرة القادمة وسيدفع كل من تآمر عليها الثمن.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية