تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المالكي:ليس من حق «الناتو» التدخل في سورية بذريعة الدفاع عن تركيا التي تمارس سياسة خاطئة وتتصرف بوقاحة

موسكو
سانا - الثورة
صفحة أولى
الخميس 11-10-2012
أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن روسيا والعراق اتفقتا على بذل الجهود من أجل عدم السماح للتحريض على التدخل الخارجي في الاوضاع في الشرق الاوسط وفي سورية.

وقال المالكي عقب مباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس ان الطرفين اتفقا على الابتعاد عن مثل هذه السيناريوهات التي تخص عمليات تسوية الازمة في سورية ورفض أي تدخل أجنبي في الشأن السوري داعمين مهمة المبعوث الدولي الجديد الخاص إلى سورية.‏

واشار رئيس الوزراء العراقي إلى أن روسيا والعراق تحثان على البحث عن سبل التسوية السياسية للازمة في سورية داخليا لافتا إلى وجوب قبول هذه السبل من قبل جميع أطراف الشعب السوري.‏

واضاف المالكي انه تم الاتفاق مع الرئيس الروسي على بذل الجهود لاجراء تغييرات ديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط مستخدمين في ذلك الوسائل السلمية والعمل على منع الاعمال التحريضية وتجنب التدخل الخارجي في شؤون المنطقة ودرء شتى سيناريوهات الحلول العسكرية.‏

وكان رئيس الوزراء العراقي أعلن معارضة بلاده اي تدخل من قبل حلف الناتو في سورية بذريعة الدفاع عن تركيا التي تعتمد سياسة خاطئة تمس امن المنطقة مؤكدا ان تركيا لا تتعرض اصلا للتهديد.‏

وقال المالكي في تصريحات للصحفيين في موسكو لا ينبغي افتعال حرب وجر منظمة بكاملها كحلف الناتو اليها من اجل الدفاع عن تركيا التي لا يهددها شيء معتبرا ان ما تتداوله اوساط سياسية واعلامية عن قيام طائرات سورية بالقاء قنابل على الاراضي التركية مبالغ فيه ولا يستحق ان تخاض حرب من اجله.‏

وحذر المالكي من مخاطر تدخل الناتو في سورية لانه قد يجر حربا كبيرة في المنطقة كلها.‏

ووصف رئيس الوزراء العراقي سياسة تركيا ازاء سورية بانها خاطئة وتقوم على المجازفة وقال ان تركيا تجازف كثيرا بسياستها في المنطقة وخاصة ما يتصل بالسياسة التي تمس امن المنطقة وتتصرف بصورة وقحة وكأنها تأخذ على نفسها مهمة حل القضايا في سورية بدلا من الشعب السوري وتريد فرض قرارها عليه ولذلك ينبغي على الاسرة الدولية التحرك لايقاف تركيا.‏

وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى ان انقرة تحاول جر الناتو للتدخل في شؤون سورية وهذا أمر خطير لانه يعني تكرار السيناريو الليبي مشددا على ان حل الازمة في سورية يجب ان يكون سلميا وفي المستقبل سيكون بمقدور الشعب السوري أن يقرر بعد استعادة السلام ماذا يريد وما اذا كان يريد ابقاء النظام أو عدمه وعندها لن يكون هناك خطر على سورية ولا على بلدان المنطقة.‏

ودحض المالكي مزاعم الولايات المتحدة بأن ايران ترسل طائرات محملة بالاسلحة إلى الحكومة السورية عبر أراضي العراق وقال ان هذا يجافي الحقيقة فنحن لن نسمح باستخدام اراضي العراق لنقل الاسلحة والمقاتلين إلى دول الجوار ولقد فتشنا الطائرات دون تحذير مسبق ولم نجد أي أسلحة على متنها.‏

وأضاف ان نقل الاسلحة بالترانزيت عبر أراضي العراق يتناقض مع القانون الدولي ودستور العراق ذاته ويمكن أن يخلق مشكلات للبلاد واصفا المزاعم الامريكية بأنها لعبة سياسية أو خدعة سياسية لان سورية ليست بحاجة إلى أسلحة تنقل اليها عبر أراضي العراق.‏

وبين المالكي ان العراق طلب تأكيدات وادلة لهذه المزاعم ولكنه لم يحصل عليها وقال اننا لم نحصل على أي تأكيدات تدل على أن طائرات ايرانية تنقل أسلحة إلى سورية ولقد اخبرنا سورية وايران بكل دقة بأننا نسمح بنقل شتى الحمولات ولكن ليس الاسلحة وسنواصل اجراء تفتيشات دورية على ذلك.‏

وفي سياق متصل اكد بوتين تطابق مواقف روسيا والعراق في القضايا الاقليمية والدولية الملحة.‏

وقال بوتين بعد اختتام مباحثاته مع رئيس الوزراء العراقي في موسكو امس لقد تبادلنا الآراء بصدد المسائل الاقليمية والدولية الملحة وان مواقفنا متطابقة أو متقاربة جدا في الكثير من القضايا الحادة.‏

وأكد الرئيس الروسي أن اللقاء مع رئيس الوزراء العراقي كان غني المضمون وبناء مشيرا إلى حدوث تغييرات جدية في العراق منذ الزيارة السابقة للمالكي إلى موسكو في نيسان من العام 2009.‏

وفيما يتعلق بالتعاون الثنائي أشار بوتين إلى أن الجانبين لم يتمكنا بعد من ايصال التبادل التجاري بينهما إلى ما كان عليه عام 2003 مضيفا أن وتائر تطور العلاقات الثنائية توحي بالامل.‏

واضاف بوتين انه تم استئناف التعاون العسكري التقني وان الخبراء العراقيين يعرفون جيدا منظومات الاسلحة الروسية معربا عن الثقة بالتوصل إلى تفاهم في هذا الاتجاه شديد الاهمية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية