|
رؤيـة و نتيجة هذه الحالة تجدنا باللاشعور وقد ابتعدنا عن وظيفة الثقافة في توجيه الطاقات و الابداعات في أي مجال من المجالات، تلك الطاقات التي تشكل النسبة الاكبر والقدر الذي لا يستهان به في بناء المجتمعات و استمرارها. وهذه الحالة تتجسد في فيلم أجهد نفسه المخرج و المؤلف و المنتج و حتى المصور لينال جائزة عالمية عن أفضل فيلم إلا أن صداه الجماهيري عادي جداً . ويمكن أن تنسحب هذه الحالة على كافة أشكال الفن والأدب التي لم يعد يهمها من المشهد الثقافي سوى تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب لترتقي إلى صفوة النخبة و النخبويين. من هنا تخلق العزلة وعدم القدرة على التحاور بين أدوات و أشكال الثقافة المتعددة مما يقودها إلى الجمود و غياب التفاعل مع الآخر أو تحقيق أدنى انسجام ممكن. وبالتالي يبقى ما هو للنخبة للنخبة وما هو عادي لبقية شرائح المجتمع، وبصدق تلك حالة يجدر بنا الالتفات إليها في عصر بدأت الثقافة تأخذ أهم ملامح القدرة على العيش المشترك في المجتمعات المصغرة وصولا إلى العيش ما بين المجتمعات في العالم أجمع. لابد من البحث عن سبل لخلق جو من الحوار بين المثقف العادي و المثقف النخبوي لأننا لسنا أمام معضلة قبول الآخر هنا، بل نحن أمام ضرورة التفاعل بينهما لتؤدي الثقافة وظيفتها ودورها وتستثمر في خلق الفرص و فتح آفاق أوسع وتحريك التفكير الابداعي الخلاق قوامه الطاقات الابداعية التي يرضى بها النخبة و غير النخبة. |
|