|
البقعة الساخنة الظروف التي تنعقد القمة في ظلالها- وهي ظلال قاتمة بالتأكيد- تطرح جملة من التحديات المصيرية, بعض منها يتصل بتردي الوضع العربي الراهن, والبعض الآخر يتصل بطبيعة المؤامرة الكبرى التي تستهدف الأمة في وحدتها التاريخية وهويتها القومية وثقافتها وأمنها واستقرارها ومكتسبات كفاحها الوطني والقومي في جميع أقطارها ضد الاستعمار وكل أشكال الهيمنة والتبعية. على صعيد الوضع العربي, هنالك حالة الضعف المسيطرة على هذا الوضع والناشئة أساساً عن غياب وحدة التعاطي مع المستجدات, وتنامي النزعة القطرية على حساب الانتماء القومي, إضافة إلى عدم ارتقاء العمل العربي المشترك بأبعاده السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية نتيجة للعاملين السابقين, إلى المستوى الذي يكفل تعزيز ترابط الأمة وحضورها دولياً كتكتل قومي قادر على التعبير عن مصالحه وحمايتها في نظام دولي لايحترم إلا مصالح التكتلات والقوى الكبرى. وعلى صعيد التحديات المصيرية, هنالك تحدي الاحتلال الإسرائيلي المزمن للأراضي الفلسطينية وللجولان وأجزاء من جنوب لبنان, وهنالك تحدي الاحتلال الأنجلو أميركي للعراق, وتحدي محاولات سلخ لبنان عن دوره العربي ومحيطه القومي وتوجهه الوطني, وتحدي الضغوط الأميركية على سورية إضافة إلى تحدي محاولة تدويل الأزمة السودانية, وتحدي الأزمة الصومالية وسوى ذلك من أزمات لاتلبث أن تطفو على السطح بفعل سياسة الفوضى (الهدامة) التي تنتهجها أميركا تحت ستار نشر الديمقراطية والحرية في العالم العربي, وقد رأينا الأنموذج البائس والمأساوي لهذه الديمقراطية وهذه الحرية في العراق المدمى..!! الوضع العربي, إذاً يحتاج إلى إزالة أسباب ضعفه بآليات عمل وتحرك قومي فاعل, والتحديات المصيرية كذلك تحتاج بدورها إلى مواجهة قادرة على تطويق أخطارها, وقمة الخرطوم التي تنعقد للنظر في الواقع العربي وهموم الأمة, هي القمة التي تعقد عليها جماهير الأمة آمالها الكبار في الارتقاء بالواقع العربي إلى مستوى جبه التحديات تحصيناً للوجود القومي من مشاريع الهيمنة ومؤامرت التفتيت وضرب مرتكزات القوة العربية,فالقمة أعلى مستويات الهرم السياسي العربي, وكونها كذلك يرتب عليها مسؤولية قومية في التصدي للهموم القومية تجعلها بحق قمة الآمال الكبيرة.. |
|