|
واشنطن ارقام القتلى الامريكيين ينعكس على الشارع الاميركي الذي بدأ يطالب بسحب للقوات بعد عودة العديد من ابنائه في توابيت بسبب حرب عابثة ادت الى تدمير العراق واشاعة الفوضى فيه.
وربما بضغط من الشارع والطيف السياسي في الولايات المتحدة وبسبب فشل ما اسماه بوش استراتيجية النصر.. فإن خفضا للقوات بدأت واشنطن تتحدث عنه حيث قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس انه من المحتمل جدا خفض الوجود العسكري الاميركي بشكل كبير في العراق خلال السنة الجارية. ونقلت اف ب عن رايس قولها خلال برنامج لقاء الصحافة في محطة ان بي سي الامريكية ان القوات العراقية تحرز تقدما في توليها السيطرة على العراق محل القوات الاميركية. واوضحت انه من المحتمل تماما ان يتم انسحاب كبير للقوات الاميركية خلال السنة المقبلة الا انها اضافت ان هذا يتوقف على ما يجرى ميدانيا. من جهة ثانية قالت رايس ان بلادها تنظر بجدية كبيرة الى المعلومات التي تشير الى ان روسيا زودت الرئيس العراقي السابق صدام حسين بمعلومات حول الخطط الحربية الاميركية عند بدء الحرب الاميركية على العراق عام .2003 واضافت رايس انه سيتم بحث المسالة مع الحكومة الروسية. وكانت وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون اتهمت الحكومة الروسية في تقرير اصدرته يوم الجمعة بانها زودت الرئيس العراقي السابق عن طريق سفيرها بمعلومات حول الخطط الحربية الاميركية عند بدء الحرب الا ان اجهزة الاستخبارات الخارجية الروسية اس في ار وصفت أول امس تقرير البنتاغون بانه هذيان. من جهة ثانية فإن الحزب الجمهوري الحاكم في الولايات المتحدة بدأ يعاني من خلافات عميقة تجاه استراتيجية بوش حيث تعج المكتبات الاميركية حاليا بكتب وضعها محافظون تأخذ على الرئيس الاميركي جورج بوش السعي لإقامة نظام تيوقراطي أو حكم رجال الدين وقيادة البلاد الى الافلاس او اثارة المشاعر المناهضة للاميركيين. وذكرت ا ف ب أن كتابا بعنوان التيوقراطية الاميركية ومخاطر السياسة الدينية الراديكالية والنفط والديون في القرن الحادي والعشرين يتصدر المبيعات على موقع امازون.كوم الالكتروني وقد بدأ مؤلفه كيفن فيليبس هذا الاسبوع جولة تلقى اهتماما عبر الولايات المتحدة للترويج لطرحه. من جهة ثانية قال الاستاذ الجامعي فرانسيس فوكوياما الذي وضع بحثا العام 1998 حول نهاية التاريخ انه في شباط 2004 وبينما كان البعض يصف الحرب على العراق بانها نجاح لا جدل فيه...لم يكن يستطيع ان يفهم لماذا يصفق الجميع لخطاب بوش بحماسة بينما لم تعثر الولايات المتحدة على اسلحة دمار شامل في العراق وهي عالقة تحت نيران عنف واجهته هناك وعزلت نفسها كليا تقريبا عن بقية العالم عبر اعتمادها استراتيجية القطب الواحد. وقال خبير الشؤون السياسية توماس مان من معهد الابحاث بروكينغز اينستيتوت ان كثرة هذه الكتب المنتقدة لادارة بوش تعكس الخطاب السياسي المنتشر حاليا في وقت يواجه فيه البيت الابيض نتائج هزيلة في استطلاعات الرأي وعجزا هائلا وحربا غير شعبية. |
|