|
شؤون عربية ودولية بهذا التحديد الزمني تعود قضية دارفور مرة ثانية الى اروقة المنظمة الدولية لتصبح شأنا دوليا تتداوله دول لها مصالح واطماع في السودان وخيراته ان لم نقل نفطه وموقعه. مشهد اخر لتدخل دولي سافر ضد دولة عربية تلتزم بالشرعية الدولية وهذا يحدث بضغط امريكي صريح اذ لم يطل الوقت بمجلس الامن لفتح معركة دبلوماسية جديدة امرت واشنطن بها عندما اصدرت الامر لهذا المجلس بالموافقة على مشروع قرار من مطبخ البيت الابيض يدعو لارسال قوات دولية الى اقليم دارفور المضطرب لتحل محل قوات الاتحاد الافريقي التي تشرف على هدنة هشة بالاصل لان هذه القوات وقوامها 7000 جندي لم تجهز عدة وعتادا لهذه المهمة الصعبة. الحراك الدولي المبيت .. استند الى ادعاء المبعوث الدولي ايان بروك بفشل استراتيجية الامم المتحدة في دارفور ومطالبته في تقريره عن الحالة في الاقليم بإرسال قوات دولية يعرف مسبقا ان الحكومة السودانية ترفضها فهي التي هددت بتحويل دارفور الى مقبرة للغزاة اذا وقع تدخل دون موافقتها وهي التي اكدت ان الحل التفاوضي السياسي هو الخيار الوحيد المقبول لديها. مرة اخرى وبضغط امريكي تقع قضية عربية في قبضة مجلس الامن بعد ان لعبت اياد خفية على القضية السودانية والتي بدأت في القمة الافريقية عندما عاقبت هذه القمة السودان بحرمانه من رئاسة القمة القادمة بحجة عدم تحقيق السلام في دارفور هذا السلام الذي استطاع السودان تحقيقه لجنوبه بالدبلوماسية العام الماضي انتهت الى اتفاق على تقسيم الثروة والسلطة وهو اتفاق سلام ناجح بكل المقاييس. وفي قضية شائكة مثل دارفور نتساءل ما معنى اصرار واشنطن على الدفع بالملف السوداني الى طاولة مجلس الامن في الوقت الذي تعارض ذلك اكثر من جهة دولية. هل تحرك الجغرافيا السياسة ?!.. دارفور اقليم مساحته بمساحة فرنسا تفوح منه رائحة النفط اكثر من رائحة الدم التي تدعي واشنطن انها تريد حقنه في تحقيق السلام له بغزو دولي. الشارع السوداني يرفض اي تدخل اجنبي وهو معبأ تماما للدفاع عن كل من يحاول المساس بسيادته الوطنية ولا شك ان هذا الموقف سيلقى الدعم العربي الكامل في قمة الخرطوم غدا والتي تدعم موقف السودان في رفض اي تدخل دون موافقته في دارفور. |
|