تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اليوم «النصرة» وغداً «داعش» !

معاً على الطريق
الأحد8-5-2016
أحمد ضوا

يزعم البعض من أعضاء وفد “معارضة الرياض” ومشغليهم أن لا مجال لنجاح وقف الأعمال القتالية في حلب إلا بضم تنظيم جبهة النصرة الإرهابي إلى قائمة مسلحي “المعارضة المعتدلة” حسب التوصيف الغربي وغير المستبعد أن يطالب وفد السعودية في مرحلة لاحقة بضم تنظيم داعش إلى هذه القائمة لأنه

يعلم تماماً إن كل هذه التنظيمات الإرهابية تدعمها أسرة آل سعود والنظامين التركي والقطري برعاية أميركية غربية.‏

لم يعد سرا إنضواء كل التنظيمات الإرهابية في حلب وإدلب وغيرها من المناطق وفي مقدمتها جيش الإسلام وأحرار الشام تحت لواء تنظيمي جبهة النصرة وداعش الإرهابيين والاعتداءات الإرهابية الأخيرة على أهالي مدينة حلب ومنطقة خان طومان تمت بمشاركة جميع التنظيمات الإرهابية وتحت قيادة داعش والنصرة ودون هذين الأخرين لن تصمد باقي التنظيمات الإرهابية أمام الجيش العربي السوري سوى بضعة أيام .‏

ويدرك وفد الرياض أن التنظيمات المدرجة غربياً وأميركيا تحت قائمة “المعارضة المسلحة المعتدلة” تتفكك وتنهار وتتداعى شيئاً فشيئاً جراء الانضمام الكبير لعناصرها الإرهابية إلى تنظيمي داعش والنصرة.‏

من هذا الواقع الذي يدركه وفد الرياض ورعاته الإقليميين والدوليين جاءت دعوات أغلبية أعضائه لضم جبهة النصرة إلى قائمة “المعارضة المعتدلة وصولاً إلى المطالبة بنزع صفة التنظيم الإرهابي عنها في مجلس الأمن في وقت لاحق .‏

وانطلاقاً من هذا الإدراك لجبهة الحرب الإرهابية على سورية أعطيت الأوامر لانسحاب وفد الرياض من محادثات جنيف والتصعيد الإرهابي في حلب بقيادة “جبهة النصرة” وارتكاب أبشع الجرائم بحق أهلها الصامدين بالتزامن مع تصعيد إعلامي غير مسبوق ضد الدولة السورية والجيش العربي السوري الذي واجه أشرس الهجمات الإرهابية على مدى الأسبوعين الماضين .‏

لا شك أن هذا التصعيد الإرهابي على جبهات حلب وغيرها له أهداف عديدة ولكن البارز منها هو محاولة وفد الرياض إقناع العالم بعدم إمكانية انجاز وقف للأعمال القتالية في حلب أو إيجاد حل سياسي يوقف الحرب الإرهابية على سورية  إلا بضم تنظيم جبهة النصرة الإرهابي إلى “المعارضة المسلحة المعتدلة” .‏

من المؤكد أن هدف وفد الرياض من طرح هذا الأمر ليس ضمان وقف الأعمال القتالية او الحل السياسي إطلاقاً بل عينه على استمرار هذه التنظيمات أطول مدة ممكنة أملاً بتغير الظروف الميدانية والسياسية وانتظار الإدارة الأميركية الجديدة حيث تعول بعض القوى الإقليمية كالسعودية وتركيا والعدو الصهيوني على إنجاز ما عجزت عنه سنوات الحرب الإرهابية الخمس ونيف على الشعب السوري.‏

مع الأسف لا يوجد معادل لدى أعداء الشعب السوري وخاصة أنظمة السعودية وقطر وتركيا للغة المصالح الأميركية والسياسة البرغماتية وإنما ما يحكم سياسة هذه الأنظمة هو الحقد والجهل والتخلف والتطرف وغالباً ما تؤدي هذه الصفات السيئة بأصحابها أولاً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية