تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قتل امرئ.. قتل شعب آمن

منوعات
الخميس 28-8-2014
شهناز صبحي فاكوش

تكالبت الرعاع على الوطن.. والعالم أصم، أبكم،أعمى، يُقتل منا العشرات وترتكب المجازر في مواقع شتى من أرضنا، ولا يرف جفنٌ لعالم القرار الدولي.

فجأة ينتفضون مذعورين؟؟؟ينعقد مجلس الأمن يصدر قراراً بالإجماع ضد الإرهاب وتجريم داعميه بوقت قياسي؟!!..الاتحاد الأوروبي يصدر بياناً ساخناً.الرئيس الأمريكي يلعلع من على منبره...والسبب صورة لرجل يقال إنه إعلامي ذبحته داعش..‏

ياااااه ما أغلى مواطنهم ..وما أرخص شعبنا الذي مزقوه يوماً شعوباً... واليوم يريدونه إرباً...‏

صدقت أيها الدمشقي (أديب اسحق) حين قلت :قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر منذ الإرهاب الأول على سورية الغالية في الثمانينيات من القرن الماضي،طلب القائد العظيم حافظ الأسد من العالم التنادي لعقد مؤتمر يعرف فيه الإرهاب،وكيفية مواجهته،ووضع استراتيجية القضاء عليه منعاً لانتشاره.‏

محذراً من احتضانه... لكن بعض الدول استمرأته لتجعله أداة ًتضرب بها دولاً أخرى لغاية ما. كما حذر من ارتداده إلى حواضنه ومصنعيه ليضربهم بالصميم. لأن العقرب في النهاية لابد تلدغ ذاتها.‏

لم يعر العالم اهتماماً حينها... فالبعض بغبائه ظن أن الكلام وليد لحظي ينتهي بانتهاء أحداث سورية.والبعض الآخر كان أصلاً يدرس ويخطط استراتيجياً لزرع خلايا نائمة في دول ومواقع شتى.تستفيق وقت يشاء. تعتمد في مكونها الإرهاب.‏

صنعوا القاعدة أمريكياً وزجوا بها لضرب السوفييت على أنهم كفرة ملحدون... والستار الدين الإسلامي البريء منهم..ومازالت الأرض من تحتها مشتعلة..‏

جعلوا له أذرعاً وخيوطاً تصل إلى حيث يريدون..ويظل الإسلام ستاراً للبغي والظلم باقتناص مثالب من تاريخه والترويج لها على أنها شريعة... وحقيقة الأمر أن الدين منها براء..والضحية دائماً الأبرياء..‏

سخروا الإعلام أداة فاعلة ناجعة لتضليل العقول والألباب.. وبسطوا يد الدولار المعفر بالبترول العربي لضرب العرب بعضهم بعضاً.. ليهنأ بن غوريون ومائير وتتحقق متعتهم بقتل بعضنا البعض، ولو بعد موتهم بعشرات السنين ...‏

ما أغبانا أيها العرب ... بل ما أوفى الحكام الأثرياء من بيننا لأعدائهم، وشعبهم جائع وآبار بترولهم تضخ رصاصاً لصدورنا.نموت ويأمن الأعداء..‏

طور الغرب وأمريكا أساليب احتلالنا،بقدر ما ارتدّت بنا أساليب البطش في ما بيننا إلى زمن هولاكو والمغول والتتار.. بل طوّرناها لتصبح أكثر وحشية وهمجية... والعالم يسخر ويتفرج على تفوقنا حتى على أكشن هوليود..تباً لنا من أمة أضاعت تاريخها واليوم تضيّع جغرافيتها ومستقبلها..‏

يصدر قرار مجلس الأمن 2171 محتواه تنسيقٌ يحترم سيادة الدول في مساعدتها للقضاء على المجموعات الإرهابية. ووضعَ داعش والنصرة على لائحة الإرهاب . وتجريم داعميه. ترى هل يفي القرار بوعوده أم يُستغل ستاراً لانتهاك سيادات الدول لكن عليهم التنبه جميعاً حذار.. حذار من المساس أو الاقتراب من السيادة السورية.‏

تجتمع الدول المسماة عربية بغياب سورية والعراق التي تعاني كلتاهما من قسوة الإرهاب. تجتمع تلك التي هي ذاتها صدرت الإرهاب وسهلت دخول الإرهابيين إلينا. لمناقشة سبل التخلص منه. هل خوفاً وتحسباً من ارتداده إليها؟؟.. أم ؟؟!!..‏

تغير اليوم الدور الوظيفي المطلوب منها فما كان عليها إلا التنفيذ، لأنها الروبوت المتحرك بـ (الريموت كونترول). تماماً كما تحركت الطائرات التي ضربت البرجين التجاريين الأمريكيين، والطيارين فيهما على غير دراية أنهما وركابهما ضحية الخطة الصهيونية التي أجازت ثلاثة آلاف عامل يهودي من العمل يومها.‏

والغباء العالمي يقتنع بالتضليل!! بأن جواز سفر سعودي لم يحترق ليصبح دليلاً على المسلم الفاعل؟؟!! رغم انصهار الطائرات، عجباً للمعجزة.أي غباء مدقع ينعم به البشر والصهيونية العالمية تمسك خيوط الدمى لتحركها كما تشاء.‏

بالأمس أنكروا في جنيف وجود الإرهاب في سورية، واعتبروا موقف وفد فرساننا لعبة لتخريب المؤتمر!!.. لم يهتموا لارتكاب مجزرتين في توقيتهما، كحالة تصعيدية كما كل مرة تطلق فيها معالم مبادرة. أنكروها لأن قتل شعب آمن مسألة فيها نظر...‏

أما وقد وصلت سكين داعش إلى رقبة أحد مواطنيهم ــ نستنكر الفعل اللا إنساني ــ الذي قاسينا من مثله الكثير، مع أنه لم يثبت بعد نحر الرجل كما غيره من المشاهد. لخبر غير مؤكد يفيد أن مختطفيه يفاوضون على فدية؟؟.. كان على مجلس الأمن الاجتماع السريع واتخاذ قرار؛ جفت الحلوق بانتظاره.‏

حقاً قتل امرئ في غابة جريمة لاتغتفر..‏

ماذا ينتظركم يامن أدخلتم الإرهاب إلى وطننا..لايحيق المكر السيئ إلا بأهله..عز من قائل..أليس الله بأحكم الحاكمين..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية