|
شؤون سياسية وكل ما ارتكبته داعش وسواها في سورية لا يهمّ الأمم المتحدة، بينما يرى خبراء أن القرار الأممي يهدف بشكل ما إلى تسويغ اتخاذ إجراءات غربية عسكرية في العراق وسورية وخاصة أميركية. وفي الواقع إن بلداناً مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وحلفائها تضع ميزانيات تهدف إلى تزويد داعش بالسلاح بزعم أنها معارضة على الأرض السورية، فكيف يمكن لهذه الدول أن تلتف إلى الوراء وتدعي أنها جاهزة لإرسال السلاح والمعدات لمحاربة داعش؟ وحتى تنقلب هذه الدول على هذه المنظمة الإرهابية التي ظلت ثلاث سنوات ونصف السنة ذراعاً للأطلسي ولإسرائيل في تقويض البلدان العربية المستهدفة يجب أن نأخذ بالحسبان: تشكل اليقين التام لدى أنظمة الاستعمار وعلى رأسها أميركا أن داعش تعثرت وفشلت ولن تستطيع أن تنجز المهمة المرسومة لها بصفتها وكيلاً عن الأطلسي، وذلك بسبب صلابة وإنجازات حلف المقاومة المناهض لسياسات الأطلسي، وهنا وجب على الأصيل وحلفائه، أي الأطلسي، أن يتدخل لإنقاذ خططه العدوانية وحربه التي يشنها على سورية والعراق بالأصالة عن نفسه. الولايات المتحدة نفسها باعتراف هيلاري كلينتون صنعت داعش منذ عام 2007 لغرض محدد هو إسقاط سورية ومواجهة محور المقاومة من لبنان إلى إيران. وهي، أي واشنطن، ارتكبت عمدا الإبادة الجماعية الإقليمية في سورية والعراق عبر أدواتها الإرهابية والآن تزعم أنها تتقدم للمساعدة من خلال التدخل العسكري المباشر عبر الحدود المختلفة، شأنها شأن القاتل الذي يردي الضحية ثم يسير في جنازتها، وكل ذلك في نوع من الجنون والعربدة اللذين ينتابان السياسة الأميركية في المنطقة ويتجاوزان كل حد، وسببهما الجهل واللامبالاة العميقان لدى شريحة من الناس في المنطقة والعالم، ليقف وزير الدفاع الأميركي هاغل أمام العالم بلا خجل ليعلن أن داعش هي مجموعة متطورة وممولة جيدا ثم تكرّ سبحة الإعلام الغربي لتضخيم داعش، وكل ذلك جاء من أجل خلق ذريعة مطاردة داعش وقمعها والترويج للتدخل العسكري في سورية الذي تحاول الإدارة الأميركية منذ ثلاث سنوات ونصف القيام به لضرب الدولة السورية وتفتيتها، ولم يتوان الساسة الأميركيون في الأيام الأخيرة عن التصريح بكل دناءة أن الجيش الأميركي هو حاليا في مرحلة جمع المعلومات الأمنية حول داعش وأن خطة فريق هاغل ستخوض معركة طويلة الأمد، ثم يأتي رئيس الأركان الأميركي ليقول إنه لا يمكن هزم داعش دون معالجة جزء المنظمة الموجود في سورية، ولم يتردد في إعلان النية الأميركية في دعم المجموعات الإرهابية الاخرى غير داعش التي تقاتل الدولة السورية. ومن المؤكد أن واشنطن تكرر المحاولة في الحجج ذاتها مع تمسكها بتسليح الإرهابيين في سورية وزيادة جهودها الرامية إلى تسليحهم ومنحهم أيضا الدعم الجوي المباشر بذريعة مكافحة داعش أملاً بهزيمة الدولة السورية وضرب إنجازات الجيش العربي السوري التي حققها في القصير والقلمون والمليحة وغيرها ووقف زحفه. وحادثة مقتل الصحفي الأميركي جيمس فولي على يد داعش سيكون برأي خبراء الذريعة لآخر محاولة أميركية للتدخل في سورية مع أن الجواب على سؤال كيف يمكن القضاء على داعش أمر بغاية السهولة : أوقفي يا واشنطن أنت وأعوانك في الغرب والخليج الدعم المالي والعسكري والاستخباراتي لها واسحبي المستشارين العسكريين وسوف تتفسخ تلقائياً، ويتوقف إرهابكم الدولي. الغرب مستمر في تسليح الإرهابيين وإعطائهم المال، ومدهم بالأسلحة والمستشارين العسكريين وأولئك المتخلفون في داعش وغيرها لا قيمة لهم لدى واشنطن وحتى دول أوروبا ودول الخليج التي تدعم الإرهاب قد تكون أهدافاً بشكل أو بآخر للسياسات الأميركية الطائشة وتمويل الإرهاب من قبل الغرب وأتباعه، هو دليل آخر على إرهاب الدولة الذي تمارسه كل الدول التي دعمت دون استثناء وبدرجات متفاوتة داعش. وسورية ومحور المقاومة لن يسمحا بالتدخل الغربي الصهيوني الأميركي بأي ذريعة جديدة ولو أدى إلى فتح كل الجبهات وكل الخيارات قائمة. |
|