|
حدث وتعليق والقرار الأممي الذي اتخذه مجلس الأمن مؤخرا بهذا الخصوص يشير في ظاهره إلى أن هناك اجماعا دوليا على محاربة الإرهاب، ولكن الإجراءات الفعلية لتطبيق ذاك القرار لم تتخذ حتى الآن، والوقائع على الأرض تثبت حتى اليوم بأن الكثير من الأطراف ما زالت تقدم الدعم للإرهابيين في سورية والعراق، وتعد بتقديم المزيد لهم في المستقبل القريب. فرغم صدور القرار الدولي المتأخر حول مكافحة الإرهاب، إلا أن هناك شكوك كثيرة في تطبيقه، وتلك الشكوك تفرضها النيات الخبيثة لبعض الدول الراعية للإرهاب العالمي وعلى رأسها الولايات المتحدة، فالتنظيمات الإرهابية بمختلف أشكالها وتسمياتها لم تأت من فراغ، وإنما نشأت من رحم مختبرات الاستخبارات الأميركية والبريطانية والصهيونية، وترعرعت في أحضان مشيخات النفط والغاز في الخليج، والدور القطري والسعودي في تفريخ الإرهاب ونشره في سورية بات معروفا للقاصي والداني، وكذلك الدور القذر لحكومة أردوغان بتسهيل مرور الإرهابيين إلى الأراضي السورية لا يختلف عليه اثنان، وما ينفثه الكيان الصهيوني من سموم إرهابية تطال المنطقة كلها لا يحتاج إلى أي دليل أو برهان. ومن هنا كيف لنا أن نصدق أن الولايات المتحدة الساعية لفرض هيمنتها على شعوب المنطقة من خلال نشر الإرهاب والفوضى ستكف عن غايتها تلك، وكيف للدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا ستحارب الإرهاب وهو منهجها الأساسي في العودة إلى عهودها الاستعمارية، وكيف لحكومة أردوغان التي دعمت الإرهاب الصهيوني على غزة، وما زالت تدعم الإرهابيين في سورية الاستغناء عن عكازها الإرهابي، وكيف لحكام آل سعود فك ترابطهم مع الكيان الصهيوني وما يجمعهما من قواسم إرهابية مشتركة إزاء سورية وباقي الدول العربية أن يتخلوا عن سلوكهم الإرهابي، فجميع النماذج الإرهابية التي انتهجتها تلك الدول تشير حتى اليوم إلى عدم وجود نيات صادقة لمحاربة الإرهاب، وإنما المضي في استثماره قدر المستطاع. وإذا كانت الدول التي دعمت الإرهاب جادة بالفعل في محاربته عليها قبل كل شيء مراجعة حساباتها، والتوقف عن دعمها وتحريضها للإرهابيين، وأن تدرك بأن أوهامها ومشاريعها الاستعمارية ستذهب أدراج الرياح، طال الزمن أم قصر، وبأن اصرارها على دعم الإرهاب لن يجلب إليها في نهاية المطاف سوى الاكتواء بنيرانه، فطباخ السم آكله. |
|