|
سينما إنه الاعتذار الذي قدمه المخرج خالد يوسف في شارة نهاية فيلمه (حين مسيرة) ليتوج به رحلة ألم غاص فيها إلى عمق المجتمع مشرحاً أوجاعه في عالم من المهمشين الذين اعتادوا قسوة الحياة , فهم يعيشون تحولاتهم بين أمواج تتلاطم على صخرة نفوس تعبت وصدئت .. كتب سيناريو الفيلم ناصر عبد الرحمن ولعب أدوار البطولة كل من الفنانين : سمية الخشاب , وفاء عامر, هالة فاخر, احمد سعيد عبد الغني . مسرح الأحداث حارة نسيتها الحضارة فكانت واحدة من الأحياء العشوائية شديدة الفقر التي يمكن أن تسكن فيها عائلة كاملة في غرفة واحدة وهي حال عادل حشيشة الذي تورط في علاقة حميمة مع فتاة فحملت منه ولكنه لم يملك الشجاعة على تحمل المسؤولية فتهرب منها لأن إمكانياته اضعف من أن يؤسس لعائلة , تضع تلك المرأة مولودها ولا تلبث أن تتخلص منه فتنساه عمداً في حافلة لتبدأ رحلته مع عائلة جديدة ومن ثم يكون مصيره التشرد , بينما تبدأ رحلتها هي مع الظلم الذي جعل من جسدها مطمعاً للرجال والنساء على حد سواء ورغم مقاومتها إلا أنها تقع ضحية صديق لها فيقدمها لقمة سائغة لأصدقائه كي يعتدوا عليها والثمن القليل من المخدرات , وعندها تقرر دخول اللعبة لتتاجر بجسدها . لقد برع المخرج في اعتماده لعبة تقاطع المشاهد ومنها مشهد الاغتصاب الذي قاطعه مع مشهد سقوط بغداد عام 2003 , ومشهد ولادتها الذي قاطعه مع مشهد قصف بغداد .. عديدة هي الدلالات والمقولات التي حفل بها الفيلم ولكن الأشد دلالة هو المشهد الأخير حين يجتمع عادل والمرأة التي حملت منه في القطار بينما يكون ابنهما على سقف القطاع مع الفتاة التي تعرف عليها في الشارع وقاسما معاً ظلم الحياة , الكل في المكان نفسه ولكنهم غرباء عن بعضهم البعض لكل مصيره . |
|