|
الجولان في القلب وكانت حرب تشرين فرصة كبيرة لتفجير الطاقات العربية الإقتصادية والسياسية التي استثمرت بحكمة لتضع العالم بأسره وللمرة الأولى أمام اختيار لم يواجهه من قبل, إما أن يكون مع الحق ومع مصالحه وإما أن يكون مع الباطل وضدّ مصالحه.
حرب تشرين أنهت الأسطورة الصهيونية عن جيشها الذي لا يهزم, والجنود السوريون سطروا بدمائهم بطولات واجهوا من خلالها العالم وأكدوا مقولة: إن الحق بغير قوة تسانده وتدعمه لن يجد سوى مشاعر الإشفاق وحدها, لذلك توغلوا بكل بسالة في أراضي الجولان رغم طبيعتها الصخرية الوعرة ذات المرتفعات والوديان التي تغطيها الحجارة البركانية, ورغم صعوبة السير بالمدرعات والمجنزرات في تلك الجبال قاتل جنودنا البواسل الجيش الإسرائيلي بشراسة على تلك المرتفعات/مرتفعات الجولان/ التي تعتبر بالنسبة لإسرائيل موقعاً عسكرياً واستراتيجياً هاماً لأنها تسيطر على مصادر المياه التي تزود إسرائيل, والسيطرة على الجولان وخاصة من الجهة الشمالية منه تجعل دمشق في مرمى مدفعية العدو البعيدة المدى, كما أن هدف سيطرة العدو على الجولان وخاصة من الخطوط السورية القديمة الحصينة, وعلى سهل الحولة والجليل الأعلى وشمال فلسطين, هدف قديم لإسرائيل.
وبعد أربع ساعات من بدء المعارك اقتحمت القوات السورية نقاط الدفاع والتحصينات الأمامية للعدو, وقامت قوات الكوماندوز وهي فرق منتقاة من الجيش السوري بتحرير موقع جبل الشيخ (قصر عنتر) الذي يشرف على البقاع ودمشق, وفلسطين وجنوبي لبنان بعد أن أنزلت طائرات مروحية الجنود وقد نشبت بين القوات السورية وقوات العدو معارك ضارية وبالسلاح الأبيض, وتمكنت القوات السورية من تنفيذ خطتها بنجاح, وتم تحرير عدة مواقع وجرت استعادة بعض القرى في هضبة الجولان بعد أن تم أسر الكثير من قوات العدو, وبعد بدء المعارك بساعات قليلة وجه الرئيس الراحل حافظ الأسد نداء إلى الشعب يطلعه فيه على تفاصيل حرب السادس من تشرين بثقة وهدوء وحزم, خاطب محبة الوطن في الجنود وصف الضباط والضباط وأبناء الشعب الأبي وروح الشجاعة بجيش مصر الذي شارك في المعركة إضافة للعسكريين البواسل الذين جاؤوا من المغرب الشقيق والأقطار العربية الأخرى ليشاركوا في معركة القوة والكرامة فجسدوا وحدة الأمة ووحدة المصير وقدسية الهدف. وقال القائد الراحل حافظ الأسد:(لسنا هواة قتل وتدمير وإنما نحن ندفع عن أنفسنا القتل والتدمير. لسنا معتدين ولم نكن قط معتدين لكننا ولانزال ندفع العدوان عن أنفسنا, نحن لانريد الموت لأحد.. إنما ندفع الموت عن شعبنا. إننا نعشق الحرية ونريدها لنا ولغيرنا وندافع اليوم كي ينعم شعبنا بحريته.. نحن دعاة سلام, ونعمل من أجل السلام لشعبنا, ولكل شعوب العالم, وندافع اليوم من أجل أن نعيش بسلام). وهكذا تحطمت عند الفجر أسطورة إسرائيل التي لاتقهر على الجبهتين السورية والمصرية وكل ذلك يعود إلى الإيمان المطلق بعدالة القضية والثقة الكاملة بقيادة القائد الراحل حافظ الأسد الذي كان مع الجنود في كل خندق وموقع وجعل من الجيش العربي السوري قوة يرهبها العدو. وكان لأبناء الجولان نضالهم المتواصل, وكانوا أول من ضحى من أجل استعادة الأرض المحتلة, حيث سطروا ملاحم بطولية ورووا تراب الوطن بدمائهم. ومن شهداء حرب تشرين من سكان الجولان المحتل نذكر: 1- الشهيد محمد شمس من بلدة مجدل شمس-مواليد 1933 2- الشهيد أسد شمس من بلدة مجدل شمس مواليد 1949 3- الشهيد عقاب شمس من بلدة مجدل شمس مواليد 1955 4- الشهيد نور الدين قاسم أحمد الصفدي من مجدل شمس 5- الشهيد فارس أحمد المقت من بلدة مجدل شمس مواليد 1920 6- الشهيدة آمال السيد أحمد الشوفي من بلدة مجدل شمس مواليد 1953 7- الشهيد محمود شبلي أيوب من بلدة مجدل شمس مواليد 1930 8- الشهيدة زريفة يوسف عماشة المرعي من بلدة مجدل شمس مواليد 1913 9- الشهيدة ماجدة سليمان المرعي من بلدة مجدل شمس مواليد 1962 10- الشهيد جهاد هاني قاسم العفلق من مجدل شمس مواليد 1953 11- الشهيد رامز اليوسف من قرية مسعدة 12- الشهيد كامل قاسم منصور عماشة من بقعاثا |
|