|
أخبار تبعات ماآلت اليه الأوضاع في القوقاز وعلاقاتها مع الغرب من تدهور , إلا واستخدمته في مواقف غاية في الاستفزاز ضد روسيا. فمن قول وزيرة الخارجية الأميركية غوندليزا رايس بأن روسيا تزداد تسلطاً في الداخل وعدوانية في الخارج الى توعد وزير الدفاع روبرت غيتس لروسيا برد عسكري, فقول الرئيس جورج بوش مؤخراً بأن اجتياح روسيا لجورجيا ممارسة من الماضي .. وسوى ذلك من أوصاف وقدح وردح تعكس الكذب والنفاق السياسي والافتراء على الآخرين وتزوير حقائق الواقع ..!! لماذا هذه الحملة المكثفة على روسيا واتهامها بأعمال وممارسات لاتقوم بها إلا أمريكا نفسها وإسرائيل في وقت يعرف العالم كله أن أميركا وحلف الناتو الذي يأتمر بإمرتها هما اللذان فجرا أزمة القوقاز من خلال تسليح جورجيا ودفعها الى استفزاز روسيا والاعتداء على المواطنين الروس في أوسيتيا الجنوبية ..? إذا كان مافعلته روسيا هو(عدوانية وممارسة من الماضي) كما تزعم إدارة بوش , فبماذا يمكن وصف الغزو الأمريكي للعراق وماترتب عليه من إزهاق أرواح اكثر من5,1 مليون مواطن عراقي , وبماذا يمكن وصف الضغوط الاميركية المتواصلة على سورية وإيران والسودان , والتدخل الأمريكي السافر في لبنان والحرب العدوانية التي شنتها عليه إسرائيل بقرار أميركي في صيف 2006 , والحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة بتنسيق ومشاركة فاضحة مع أميركا..? سر الحملة الظالمة على روسيا يكمن فقط في تمكن روسيا من اجهاض المشروع الأميركي المعد للهيمنة على الدول المجاورة لروسيا والذي استخدمت جورجيا كرأس حربة وأداة لتنفيذه من اجل محاصرة روسيا ومنعها من ممارسة دورها كقوة كبرى تتحمل مسؤولية أخلاقية في كبح جماح العدوانية الأميركية والإسرائيلية وإعادة التوازن للنظام العالمي بعدما طرأ عليه من خلل بسبب غياب الثنائية القطبية عنه إثر المتغيرات الدولية العاصفة التي هيأت لأميركا أن تكون القطب الأوحد فيه وأفسحت في المجال أمامها كي تجعل من العالم كله مجالاً حيوياً لمصالحها وتعيد تشكيله سياسياً بما يلائم هذه المصالح ويحول دون تحوله الى عالم متعدد الأقطاب ومتوازن في علاقاته ومصالح دوله كافة, مايعني أن التحرك الروسي كان في محله من أجل انقاذ العالم من براثن سياسات التوسع والعدوان والهيمنة, وتأمين مصالح روسيا في مواجهتها. |
|