|
اسلام آباد وقال المسؤول في وزراة الداخلية رحمن مالك ان المسؤولين عن الاعتداءات في باكستان يأتون جميعهم من المناطق القبلية في شمال غرب باكستان المتاخمة لأفغانستان. وتفجير فندق الماريوت هو الأعنف من نوعه منذ أكثر من عام وتزامن مع سلسلة عمليات عسكرية يشنها الجيش الباكستاني في مناطق باجور القبلية ووادي سوات ضد مقاتلي حركة طالبان باكستان وانتقال التوتر والعنف الى العاصمة اسلام اباد جعل المراقبين والمحللين يرون أن ذلك يشكل رسالة قوية للحكومة بأن توقف عملياتها العسكرية التي تخوضها بضغط أميركي وأن تراجع سياستها في الحرب على الارهاب وفق المصالح العليا للبلاد مشيرين الى أن الأيام والشهور القادمة ربما تشهد الكثير من الهجمات اذا استمرت الحكومة بسياستها الحالية ضد الارهاب. وترى أوساط سياسية ومراقبون أن تفجير الماريوت يضع الحكومة الباكستانية وهي في مستهل عهدها وكذلك الرئيس الجديد أمام تساؤلات حول قدرة الحكومة على الامساك بزمام الأمور وتجاوز المرحلة الحساسة الراهنة والمشحونة بالخلافات السياسية فضلاً عن الوضع الأمني وتساؤلات حول مستقبل البلاد بشكل عام في حال تكرار مثل هذه الأعمال حيث يبقى الباب مفتوحاً على عدة احتمالات بما في ذلك امكانية عودة الجيش الى السلطة بذريعة فشل السلطة الحالية بادارة شؤون البلاد والمحافظة على أمنها. وكان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري قد سارع عقب الهجوم الى الإدلاء بتصريح قال فيه ان الحكومة لن تتهاون في مكافحة ما سماه بالسرطان مشيراً الى أن الهجوم استهدف النيل من فرحة الشعب الباكستاني بعودة الديمقراطية الى البلاد وقلب أفراحه الى أحزان فيما ذهب مستشار وزارة الداخلية رحمن مالك الى التأكيد على استمرار فرض هيبة الدولة تحت أي ثمن. وكان التفجير الارهابي الذي استهدف فندق الماريوت بالعاصمة الباكستانية اسلام اباد قد خلف 60 قتيلاً بينهم أميركيان وتشيكي وفيتنامي بالاضافة الى 266 جريحاً بينهم 11 أجنبياً. وكشف شريط فيديو عرض على التلفزيون الباكستاني أمس أن الانتحاري الذي نفذ العملية صدم أولاً شاحنة كبيرة بالحاجز الأمني وفجر نفسه في مقصورة القيادة فيها ثم انفجرت الشحنة التي كانت تزن 600 كيلوغرام من المتفجرات بعد دقائق. ونقلت تقارير اعلامية عن مسؤولين في الشرطة الباكستانية لم تحدد هويتهم قولهم ان مجموعة من ثلاثين عنصراً من مشاة البحرية الأميركية المارينز كانوا ضمن فريق أمني لتأمين زيارة الأميرال مايك مولين رئيس لجنة هيئة الاركان الأميركية المشتركة هذا الاسبوع ربما يكونون هم هدف التفجير. وفي سياق الادانات الدولية الواسعة لتفجير فندق الماريوت أدان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان أوغلو بشدة التفجير وقال ان هذا الهجوم يتنافى كلياً مع التعاليم الاسلامية السمحة معتبراً أن من يرتكبون هذه الأعمال ينبغي على المجتمع الدولي محاربتهم بكل الوسائل اللازمة. كما أدان وزير الخارجية التشيكي كارل شفارزنبرغ الهجوم واعتبره بأنه محاولة لزعزعة استقرار باكستان في حين اعتبر رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الهجوم انه يثبت ضرورة تعزيز التعاون لمكافحة الارهاب. كذلك أدانت كل من الصين والمانيا والهند بشدة الهجوم مؤكدين دعمهم لباكستان في معركتها ضد الارهاب. |
|