تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تمرد في (العمال ) البريطاني والمحافظون يتقدمون

لندن
وكالات - الثورة
الصفحة الاولى
الاثنين 22/9/2008
منهل إبراهيم

بعد ان غرق حزب العمال البريطاني بالأخطاء التي تسبب بها رئيس الوزراء البريطاني الاسبق توني بلير, ها هو رئيس الوزراء الحالي (غوردن براون) والذي ينتمي لنفس الحزب يجني ثمار اخطاء خليفته ويواجه ما خلفه بلير من تركة يصعب التعامل معها, بعد ان انقاد هذا الاخير لخط واشنطن بشكل أعمى وشارك في حروبها المزعومة ضد الارهاب وغزو بلدان وتدميرها كالعراق وافغانستان.

براون يخوض غمار مؤتمر حزبه السنوي وسط تراجع شعبيته وتشكيك في قدرته على الاستمرار في منصبه, اضف الى ذلك ظهور ما يسمى المتردين في حزب العمال والذين يخططون لاختطاف المؤتمر السنوي للحزب الحاكم, واحداث انشقاق في المواقف بين صفوف الحزب حيال زعيمه براون وافشال المحاولات اليائسة التي يبذلها لاستعادة بريقه.‏

شعبية براون هوت بعد 15 شهرا من توليه السلطة واظهرت استطلاعات للرأي ان حزب العمال يأتي خلف حزب المحافظين بنحو 28 نقطة فيما يتأرجح الاقتصاد على شفا فترة ركود في 16 عاماً, ويقول حلفاء براون انه ليس ثمة نقاش بشأن تنحيه عن السلطة ليقود شخص آخر غيره الحزب في الانتخابات العامة المقبلة المقررة عام 2010.‏

الاستطلاع الذي نشرته صحيفة الاندبندنت اظهر ان 54% من انصار حزب العمال يفضلون ان يحل مكانه شخص اخر وبين الاستطلاع ان وزير الخارجية ديفيد ميليباند كان الخيار المفضل من قبل ناخبي حزب العمال لخلافة براون بتأييد 24.6% منهم, تلاه وزير الصحة آلن جونسون (18%) ثم النائب جون كروداس (11.3%) ووزير العدل جاك سترو (9.6%).‏

وتتزامن المطالبات باستبدال براون مع وصول ازمة اسواق المال العالمية الى بريطانيا, حيث توصل بنك لويدز البريطاني الى اتفاق اندماج مع مجموعة اتش بي أو إس بقيمة 12 مليار جنيه استرليني ينقذ هذه المجموعة من الانهيار.‏

براون الذي عبر عن عزمه مواجهة التحديات الاقتصادية بقوله (إن عملا يجب القيام به للتغلب عليها) كان بوسعه ان يمحو صورة التبعية التي زرعها بلير في مخيلة البريطانيين, لكنه اضاع هذه الفرصة برفض سحب قوات بلاده من العراق مرسخا بذلك صورة الانقياد الاعمى لواشنطن.‏

صحيفة الصنداي تلغراف كشفت ان 45 نائبا في البرلمان يعدون للمشاركة في خطوة انقلابية تضع براون تحت الضغط الشديد وأن قادة المعارضة ضد براون يقولون ان هدفهم هو ضمان اقلية ذات وزن من الوزراء يبلغ عددهم عشرة ليخبروا براون ان اللعبة قد انتهت على الرغم من مساعي براون لاستعادة الثقة به وذلك عبر اطلاق مبادرات مهمة لمساعدة المتضررين من الازمة الاقتصادية الطاحنة وارتفاع اسعار المحروقات والمواد الغذائية.‏

ويؤكد المسؤولون في الحزب الحاكم ان مصير محاولات المتمردين لاسقاط براون سيكون الفشل لانه يتعذر حاليا الحصول على اجماع 71 نائبا عماليا لاختيار شخصية جديدة لمنافسة براون, وتشير صحيفة (نيوز أوف ذي وورلد) ان مسؤولي حزب العمال الحاكم عازمون على تأمين منصة مستقرة ليتمكن براون من اعادة اطلاق نفسه عبر التركيز على مهاراته الاقتصادية وسط تراجع الاسواق المالية العالمية.‏

ويقول مراقبون ان حزب المحافظين المعارض الذي يواصل تقدمه في استطلاعات الرأي يترقب بسعادة بالغة حالة الانقسام والشرذمة داخل حزب العمال ويرى انها ستساعده على الفوز الساحق في الانتخابات المقررة بعد اقل من سنتين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية