|
عن: Alter. Info أغلق العديد من المصانع وفقد العديد من الوظائف وهذا ليس بغريب على بلد ألمانيا ترسم له سياسته الاقتصادية من خلال إطار الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تملي عليه سياسته الخارجية عبر حلف شمال الأطلسي، فكان لا بد وأمام ازدياد الاستياء الشعبي من أداء الحكومة داخلياً وخارجياً وخاصة مع تراجع وتدني التأييد الشعبي للسياسة الفرنسية في سورية والشـرق الأوسط كان لا بد من استثمار الجريمة أحسن استثمار من خلال حفلة استعراضية علاجية يدعى لها العديد من قادة العالم ويحشد فيها ملايين الفرنسيين وذلك لإنقاذ رصيد الرئيس هولاند والذي تنفس أخيراً الصعداء. أطراف شتى تعمل في فرنسا في الخفاء والعلن على استثمار الحادثة فإسرائيل التي تصنع أنصاف الفرص لتغتنمها دعت جهاراً اليهود الفرنسيين إلى الهجرة إلى إسرائيل من خلال إثارة مخاوفهم من الجماعات المتطرفة التي تنشط في أوروبا، وبشكل موازٍ فإن ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة في اليمن وكذلك الجماعات الإسلامية المتطرفة المرتبطة بكلا التنظيمين تعمل كلها بجدٍ وفي السر على تجنيد مقاتلين من الجاليات المسلمة في فرنسا ودول أوروبية أخرى، حيث غادر قرابة 1400 من الجهاديين فرنسا متوجهين إلى سورية للانضمام إلى الحرب «المقدسة»هناك متحمسين لفكرة المشاركة في بناء دولة الخلافة على تلك الأرض ما يثير أكثر من إشارة استفهام حول وجود ارتباط بين هذه التنظيمات وإسرائيل!. لقد قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحملة تجييش مدعومة من وسائل إعلام غربية مثل محطة فوكس نيوز من خلال نشر شائعات مروعة توحي لليهود في فرنسا بأنهم ليسوا بأمان، ولكن هذا يهدد فرنسا بالمقاطعة من قبل اليهود الأمريكيين، أي تعرض الاقتصاد الفرنسي لكارثة محتملة ما يخلق بلا شك حالة من الذعر بأوساط الحكومة الفرنسية، حيث بات القادة الفرنسيون يخشون أيضاً من (وصمة عار)قد تلحق ببلدهم في حال اتهامهم بمعاداة السامية. عندما تسلل بنيامين نتنياهو إلى الصف الأول في حفلة باريس لم يتجرأ هولاند على معارضة هذا التسلل رغم أنه كان غاضباً من سياسة التودد التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي تجاه اليهود الفرنسيين ودعوته إياهم لاعتبار إسرائيل وطنهم الوحيد. ربما كان هذا نفس الغضب الذي شعر به الرئيس باراك أوباما عندما شاهد نتنياهو يحظى بتكريم وتصفيق في قلب الكونغرس لم يُقابل هو نفسه بهما أبداً ورغم ذلك لم يجرؤ وقتها على اتخاذ أي ردة فعل تجاه ذلك. الرئيس الفرنسي هولاند لم يجرؤ كذلك وهو يرى الإرهاب والتطرف يضربان فرنسا لم يجرؤ على توجيه أي انتقاد للمملكة العربية السعودية أكبر مورد للنفط لفرنسا ولا لقطر صاحبة أكبر الاستثمارات في فرنسا رغم أن كلا الدولتين تدعمان الإرهاب بقوة وكذلك لم يستطع أن يقول شيئاً لرئيس الوزراء التركي أحمد داوود أغلو الذي طالب باريس بمعاملة المسلمين باحترام والذي أيضاً تدعم بلاده المتطرفين في سورية، حيث تجند تركيا الشباب الفرنسيين من أجل أن يصبحوا إرهابيين هناك. إن وجود بيترو بوروشينكو في باريس والذي أصبح رئيساً لأوكرانيا فقط بفعل الفوضى التي خلقها المتطرفون النازيون الجدد في كييف إنما هو إشارة أن فرنسا تقف إلى جانب أوكرانيا وتبارك العقوبات الأمريكية ضد روسيا والتي تسهم بالمحصلة بكارثة اقتصادية على فرنسا. إنه بالتأكيد النموذج الغربي للديمقراطية والحرية الكاذبة حيث تندفع فرنسا في الحرب على الشـرق الأوسط لا بل وتدعم الإرهاب هناك وفي المقابل لا تريد أن يطالها الإرهاب، لذلك تجد فرنسا نفسها اليوم مجبرة على اتخاذ إجراءات للحد من سفر الفرنسيين من أجل المشاركة في الحرب في سورية. في المدارس الفرنسية نتحدث كثيراً عن إصلاح السلطة والمبادئ والقيم الجمهورية، لكن القادة الفرنسيين يجب أن يختبروا سياساتهم الخارجية غير المتناسقة وغير المنطقية وحتى هذه اللحظة يبدو أنهم بعيدون كلياً عن ذلك. فرنسا كما الولايات المتحدة ترى الإرهاب الإسلامي عدوها الأكبر في حين أنها تبذل قصارى جهدها لتعزيز نموه وأسباب تمدده، فالدعم الدائم لأوروبا والولايات المتحدة لإسرائيل حتى خلال العدوان على غزة دون تحريك ساكن وحتى عندما اغتال الموساد العلماء في العراق أو في إيران إنما يظهر الولايات المتحدة مثل ألعوبة بيدي إسرائيل بينما تبدو فرنسا ألعوبة بيد الاثنين معاً. |
|