تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أدلة لا تحتمل التأويل..

نافذة على حدث
الاثنين 2-2-2015
ريم صالح

على موعد «موسكو» قادم، بقي التوقيت معلقاً، حتى شهر آخر، فيما تآمر وإيعازات الكبار، وارتهان الصغار، ولهاث «المعارضات» لإيجاد مشتري «كريم»، من مرتبة ملك أو أمير أو مجرم حرب،

وهابي أم داعشي أم إسرائيلي لاخلاف، قائم على قدم وساق، طالما وأن التسيد الأوبامي، ونشر الديمقراطية، على طريقة راقصي السيوف، لدى البعض، وملء الجيوب لدى البعض الآخر، هو المطلوب، وأن المشتري المأمول، سيُغالي في أسعار «معارضي» «آخر زمان» ومرتزقة الميدان، ويقدر ردحهم ونشازهم وقذائفهم بالدولار والريال.‏

يتحدد المكان، على منبر في اسطنبول، أو الدوحة، أما الزمان، فيبقى رهن إشارة، المكتب البيضاوي، وجحور ملوك وأمراء الرمال، ليمارس ائتلاف المهازل، هوايته التي امتهنها، حد الإدمان، ويبقى حبيس ذات الرتم الأميركي المعهود، وإذ به يقع في الفجوات، التي يحفرها بين سطور تصريحاته, ليشعل المزيد من الأضواء، على طريق الأزمة في سورية، ويدين نفسه بنفسه، حيث لا تعثر، ولا ضبابية في المشهد، بعد الآن، وإنما الحقيقة، وكل الحقيقة، تنبري من الموائد السياسية، والاتصالات الدبلوماسية، وتفضح الشيطان، الكامن في التفاصيل.‏‏

لن تغير موسكو، بأوراقها ومبادئها، ما في نفوس«المعارضات»، حتى يغيروا هم ما بأنفسهم، ولن تغير بوصلة، «ثوار» «الاعتدال»، ما دام لكل منهم سعر، يرتفع وينخفض، لا حرج عليهم، ولاهم يخجلون، ثمن يتحدد، حسب بورصة الدم، التي يتلاعب بأسهمها، «المقامر» الأميركي، والمستثمر الخليجي، من مبدأ «لكل سلعة آوانها وصلاحيتها» التي قد تنتهي، أو تمدد، بحسب مستجدات الأرض.‏

وبينما يتلحف السيد الأميركي، بعباءة «الاعتدال»، ويصر على تعقيد خيوط الأزمة، وتشبيكها أكثر وأكثر، بإعلانه عن وصول الدفعة الأولى، من مدربي «الأحرار»، يهلل الإعلام النفطي، ويبشر، بعودة الإرهابي «أبو مصعب» مهندس الأنفاق، وبمقتل الداعشي «أبو مالك» خبير الكيماوي، لغاية في نفس «آل سام» و«آل سعود»، ورسالة بأنهم على درب التآمر باقون وبالدم السوري موغلون.‏

في زمن المزايدات السياسية، والعطب الأخلاقي، والنفاق الدبلوماسي، تتعدد الاحتمالات، وتتناسل العقد الأميركية-الأعرابية في المنشار، ولكن للنجارة، حديث آخر، طالما وأنها حرفة سورية بامتياز، وحيث النجار السوري، ببراعته وحكمته المعهودة، قادر على نقش إرادته، وفرض رؤيته ومشيئته على كل الملفات.‏

ومن يشكك, فليستذكر التاريخ, ويراجع صفحاته, فبين سطوره, فيصل الجدال.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية