|
مجتمع سريعو الغضب حانقون ناقمون على أنفسهم وظروفهم ، و بالتالي على من حولهم و كأنهم السبب رغم أنهم زملاء في نفس الخندق المتأزم مادياً ونفسياً ، قد يلحقون الأذى بأنفسهم أو بغيرهم ممن تسبب بإشعال نار غضبهم، يتذرعون بتعكر مزاج لقسوة ظروف و نار غلاء و ازدحام طرقي و تهجير و انهيار أحلام . لن تكون محظوظاً بلقاء أحدهم مع بداية يومك إن كان سائق سيرفيس أو باص قد استشاط غضباً لأن هناك من لم يدفع تعرفة الركوب تهرباً ، ليبدأ بالسب و الشتم و الترجل من حافلته و إعلان حالة العصيان ، بينما أنت على عجلة من أمرك لأن مراقب الدوام لن يقدر ظرفك و ليس على استعداد لرحمة راتبك الذي يتهدده ما استشرى من غلاء . صراخ و ألفاظ نابية تسمعها من بيت الجيران ، أو اشتباك بالألسن والأيدي على إشارة مرور بسبب حادث يكاد لايذكر ، مشاحنات و نزاعات بين سكان بناء واحد و جيران عمر لأن أحدهم سبق الآخر باستجرار المياه ... تعددت الأسباب و العصبية هي القاسم المشترك لتلك المواقف اليومية ، و كأن العنف بات أمراً واقعاً علينا معايشته وتحمله ، والعصبية لغة التفاهم الوحيدة و الطريقة الأكثر فاعلية للتعبير عن النفس المتأزمة !! ربما نحن الآن بأمس الحاجة لإعادة النظر بمهاراتنا التواصلية الحياتية، وإيجاد وسيلة للتعبير عن النفس وترجمة مشاعرنا الدفينة بعيداً عن العنف لتفادي الإساءة للآخرين وإلحاق الأذى بهم لفظياً أو جسدياً ، لنبدأ بأنفسنا و ليكن التفهم و الرحمة والمحبة لغة لتواصل لا عنيف يحقق علاقات اجتماعية يسودها الحوار ، وإتقان مهارة الإصغاء لمنع أي لبس في المواقف والآراء في محاولة لكسر جليد بات يهدد علاقاتنا الاجتماعية ... |
|