تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سفن من ورق..

رؤيـة
الخميس 16-10-2014
 وفاء صبيح

شهادتي في صالح علماني مجروحة، قربه الروحي مني يجعلني أنحاز اليه، لكنه انحياز عليه إجماع من كل قارئي ترجماته.

مئة كتاب ترجمها عن الاسبانية‏

اشتغلها فيما يزيد عن ربع قرن من المثابرة لتعريف هذا الكائن العربي الذي لايقرأ بأدب أمريكا اللاتينية.‏

هل مرد المثابرة تقاطع خفي تتلمسه روحه وينجزه عقله مع الأدب اللاتيني الذي ينجزه مرة يشبهوننا في تجارب اقتتالهم وتخلفهم وهمجيتهم حتى؟ لاادري.‏

في الأسبوع الماضي اضطررت إلى معاودة قراءة كتاب مترجم شائع لاندريه بورديو، واغفل عنوانه متقصدة حتى لانرتكب تشهيرا بحق المترجم، وكما المرة الأولى لم أجد أي اثر لهذا الفرنسي الذي يسبق اسمه الكثير من «المرافقة» أولها مفكروآخرها فيلسوف.‏

قد يستحق الرجل ما يلازم اسمه، لكنني لم أجد لذلك أثرا فيما قرأت.‏

قد تكون الترجمة ظلمته، معظم الأفكار غائمة ومنفلشة وغير منضبطة، والشرود والاستطالات وتكرار الكلمات سمة لمجمل صفحات الكتاب.‏

السبب ليس فيما «لمَ لاتفهم مايقال» بل في «لمَ لا تقول مايفهم».‏

«صورة عتيقة» الرواية التي ترجمها صالح للتشيلية إيزابيل الليندي، تصيب من ضمن ماتصيب هدفا ساميا للمسؤولية الأخلاقية للمترجمين، فهي علاوة على نصاعتها اللغوية المزيدة من طاقة المترجم، تشعرك بان ثمة تواطؤاً محموداً، من نوع ما بين صالح وبين سلامة اللغة والإيفاء بمتطلبات التعبير العربي المعافى.‏

ثمة مفاهيم ونظريات عديدة حول الترجمة والمترجمين، هي تفيد أصحاب الاختصاص، والأحاديث عن نقل نص من لغة الى أخرى يفقده بعض دلالاته المعرفية واللغوية لاتفيدنا نحن القراء.‏

مانريده ان يغرف المترجم من بحر اللغة، السواقي تحمل سفن الورق فقط.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية