|
عن موقع Défense تجاه المشاعر الغاضبة والحزينة والمخاوف المشروعة التي أثارها مقتل المواطن الفرنسي ارفيه غورديل , أصبح الهذيان التعويذي لدى النخب الفرنسية يعتبر أحدث أعراض الفراغ الذي يوصم فيه الفكر السياسي والتفكير الاستراتيجي السائد في فرنسا . وفي بلد يعاني أصلاً من أزمة هوية , بلد استولى عليه الخوف من التفكك , في عصر العولمة حيث أظهر القادة الفرنسيين عجزهم في طرح آفاق مستقبلية على مواطن يشعر بتراجع أداء الدولة وعدم قيامها بمهامها التقليدية المتمثلة بحماية المواطن ومؤسسات الدولة , تصبح داعش مجرد « مئزر للفراغ السياسي الواسع النطاق» وهو تعبير استعرناه من بيتر هارلينغ الباحث في مجموعة الأزمات الدولية ICG . ثمة طبقة سياسية لدينا تردد في انسجام وصوت واحد مقولة « الحرب ضد الإرهاب « ومثلها « حماية الأقليات » تؤديها ضمن مسرحية التدخل الأخلاقي التي تكشف عن « اضطراب عصبي في التكرار » أكثر منه عن أي نوع من أنواع التفكير الاستراتيجي . لا يبدو أننا استخلصنا أي درس أو عبرة من الأعوام الثلاثة عشر التي قضيناها في الحرب ضد القاعدة , وغزو العراق وأفغانستان وليبيا. ومن جديد عادت شمولية الهدف والرهانات تشاركان في انحدار وارتباك الأذهان والأفكار . « ولم يعد « الإرهاب » أكثر من طريقة في العمل ولا يمكن اجتثاثه طالما كان على هذا النحو . وبالمقابل في وسعنا تفكيك أو إضعاف أي جماعة مسلحة جرى استخدامها لتحقيق هدف سياسي أو ايديولوجي. وهل لا نزال بحاجة إلى تحديد المصالح الفرنسية على المدى الطويل , وطبيعة العدو , حلفاء وأعداء فرنسا , والطرق والفرص المتاحة لفرنسا والغاية المنشودة , أي باختصار الاستراتيجية . ثمة أسئلة كثيرة مطروحة حالياً ولكن دون أجوبة في خضم الحرب الثالثة التي أعلنها مسبقاً الرئيس فرانسوا هولاند . الجميع يعلم أن الضربات الجوية , وإن كانت تستطيع أن توقف وتشوش قوات العدو فإنها ليست كافية لتدمير دولة الإسلام – داعش – وسوف ينتج عنها من بين نتائج أخرى قضايا عديدة . مثلاً على سبيل المثال الغزو الأميركي للعراق عام 2003 والذي استطاع قلب نظام حكم صدام حسين أدى إلى زرع بذور فتن طائفية , بالإضافة إلى تفاقم النزاع السعودي الإيراني . |
|