|
حدث وتعليق وآخر همها القضاء على التنظيم، لأنه بكل بساطة هو صنيعتها، وتحاول الاستثمار فيه قدر المستطاع، ولا سيما أن قادتها العسكريون يدركون علم اليقين أن تلك الضربات لن يقتصر تأثيرها سوى على تدمير البنى التحتية والمنشآت الحكومية في سورية والعراق والتي حولها الإرهابيون إلى غرف عمليات لأعمالهم الإجرامية، وهذا هدف مرحلي لإدارة أوباما وحلفائها. والاعترافات الأميركية والغربية المتتالية بفشل تلك الضربات دون تدخل عسكري بري، والتملص من وعودها في القضاء على “داعش” يؤكد النيات المبيتة لأطراف “التحالف”، اللاهثة وراء تحقيق أجنداتها الاستعمارية في المنطقة، وهي لذلك تنتهج ازدواجية مفضوحة في المعايير بالتعامل مع الإرهاب، فتدعي محاربة التنظيمات الإرهابية، وبنفس الوقت تواصل دعمها وتسليحها تحت مزاعم واهية بأنها “معارضة معتدلة”، ومعسكرات تدريب الإرهابيين التي يقيمها حكام آل سعود في مضاربهم، وسلطان الوهم العثماني في أراضيه، فضلا عن مثيلاتها في الأردن تفضح كل ادعاءات “التحالف” وأكاذيبه. أطراف “التحالف” بدؤوا يفضحون بأنفسهم الأهداف والنوايا المبيتة، وعندما يصر الرئيس الفرنسي هولاند على الاستمرار بدعم الإرهابيين في سورية بعد تصنيفهم في خانة “معارضة معتدلة”، ويشرع أردوغان حدود بلاده لاستقطاب الآلاف منهم وتصديرهم إلى سورية، ويفتح لهم حكام آل سعود خزائن مملكتهم، ويشرف على تدريبهم ضباط أميركيون وبريطانيون واسرائيليون، فهذا يعني أن “التحالف” المزعوم هو مع الإرهاب، وليس ضده، ويعمل على زيادة تمدده وانتشاره، وليس كبح جماحه أو القضاء عليه، بهدف محاولة إسقاط سورية أولا، والهيمنة على المنطقة واستباحة أراضيها ثانيا. بات من الواضح أن الهزائم المتلاحقة والخوف من ارتداداتها العكسية هي من تدفع أقطاب “التحالف” لإيجاد تبريرات واهية للتدخل في المنطقة، سواء تحت مسمى محاربة الإرهاب، أم دعم “ المعتدل” منه، في محاولة يائسة أخرى لتعديل موازين القوى على الأرض، لأن خسارتهم المحتومة في سورية سيترتب عليها دفع فواتير الحساب، ولذلك فهم يعملون ليل نهار على أن تبقى نيران الإرهاب في سورية مشتعلة, لمحاولة تدمير سورية باعتبارها رأس الهرم المقاوم، والمفتاح الرئيسي للولوج إلى المنطقة. |
|