تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث...مخططات واشنطن.. «خلافة» فانقسام فاستنزاف لمئة عام!!

الصفحة الأولى
الخميس 16-10-2014
كتب أحمد حمادة

ماذا تريد واشنطن بعد.. وماذا تخطط للمنطقة من العراق إلى لبنان مروراً بسورية والخليج العربي وشمال إفريقيا؟! ماذا يحصل أساساً في كل شبر ملتهب فيها..

أتريدها حقاً (خلافة) على نمط لم يشهد له التاريخ الإسلامي وغير الإسلامي مثيلاً.. أتريد مركزها بغداد لتتذرع لاحقاً بـ (البعبع) الجديد الذي يخاف منه الجميع فيستنجدون بها لحمايتهم من رعبه؟!‏

هل نشهد في الأيام والشهور القادمة انطلاق فيلم الخلافة من بغداد وترسيخ مثل هذا الاحتمال الفظيع الذي يغلي في رؤوس المحافظين الجدد في واشنطن منذ سنوات ويتحينون الفرص لاقتناصه عبر فرض نظريات التوازن كما فعلوا منذ عقود في أكثر من مكان في العالم أسوة بالجزيرة الكورية والنزاع الباكستاني الهندي وانتهاء بالحرب الباردة؟!.‏

مايجري في المنطقة وخصوصاً في العراق يشير إلى ما وراء الأكمة فكيف لقوة عسكرية عمرها شهور فقط أن تتمدد من الموصل إلى «هيت» وغيرها وتكاد تصل إلى مطار بغداد الدولي - على ذمة ديمبسي- وطيران أميركا وحلفها «المتطور جداً» يستطيع ملاحقة آلياتها وتحركات عناصرها والتقاط صورهم ولو كانت بطول أقل من نصف متر فقط لاغير؟!‏

وكيف لهذه القوة «داعش» أن تتمدد في عين العرب السورية عبر مجموعة «دوشكيات» تحت سمع وبصر هذه الماكينة التي سحقت العراق يوماً ودمرت مؤسساته وشعبه ومدنه دون أن تستيطع اليوم أن توقف تقدمها المزعوم أو على الاقل توقفها عند أماكن انطلاقتها؟!‏

لنعد إلى الوراء قليلاً.. ألم تفصح أميركا وعلى لسان رايس عام 2006 وبالفم الملآن أن هدفها ولادة شرق أوسط جديد يناسب أوهامها وأحلامها وفشلت آنذاك ؟!! ألم ترحّل مخططاتها ريثما تنضج ظروف جديدة ومناسبة لها..واليوم تكاد تلك الظروف تناسبها تماماً في ظل تشظي المنطقة وضعفها، فنراها تسمح بالتمدد المطلوب لإرهابييها لإقامة الخلافة التي انطلقت شرارتها بالموصل وعيونها اليوم على بغداد لتكون المنصة الأولى المطلوبة لتقسيم المنطقة برمتها على أسس جديدة واستنزاف جميع أطرافها.. فاستنزاف إيران بحجة «البعبع» الجديد واستنزاف اموال الخليج ونفطه بحجتين مزدوجتين الأولى ان البعبع سيلتهمهم والثانية أن البعبع ذاته بحاجة إلى الدعم والتسليح وربما «النووي والكيماوي» لوقف الخطر القادم من ضفة الخليج المقابلة فيصبح الانقسام واقع حال مفروض بين جميع مكونات المنطقة ودولها ومجتمعاتها وأطيافها الدينية والمذهبية والقومية والعرقية والأثنية, ويصبح بين المتشددين والأكثر تشدداً ويترسخ بين دول الخليج وإيران وربما بين الجميع مستقبلاً وبين تركيا طبعاً باستثناء محاربة إسرائيل, لأن المطلوب هو المحبة والوئام والسلام وقيادة تل أبيب للشرق الجديد.‏

بالأمس شارك اوباما في اجتماع عسكري ضم ممثلي 22 دولة للمضي قدماً في محاربة «البعبع» الذي اخترعوه وسنشهد في القادم من الأيام عشرات المحطات والاجتماعات التي تضع الاستراتيجيات لمحاربته, في الوقت الذي نعتقد أنهم يضعونها للهدف الذي شرحناه.. خلافة فانقسام فاستنزاف وحروب وهيمنة، لكن ليس كل ما يخططونه ينجح وليس كل ما يُعرف يقال!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية