|
رؤية إنما بتعريفنا على ذاته «المبدعة/المتعددة».. فهو كاتب صحفي، شاعر، ومسرحي، وبصدور روايته يتبدّى لنا توصيفٌ جديد يغني، على ما يبدو، ذاته «الواحدة- المتعددة». صدور رواية ميخياس يجرّ خيط التداعي نحو مصارع ثيران آخر.. فيحيلنا إلى حكاية «مانوليتي». حين تشاهد فيلم «مانوليتي»، ويروي حكاية عشق ماتادور إسباني للممثلة (لوبي سينو)، لابدّ لك من التساؤل عن تلك الماهية التي تجمع متناقضاتً إلى بعضها.. والسرّ الأكبر هو ذاك الانسجام المتأتي من تجاورها وكما ولو أنها سُبكت لتغدو خليطاً محبّباً يفيض دائماً بتلوّنات الذات البشرية.. بكامل القبول لا النفور. كيف يمكن أن تتزاوج الرغبة بممارسة العنف مع تلك الأخرى المناقضة لها عبر ممارسة أرق المشاعر الإنسانية وتظهيرها عشقاً لا حدّ له..؟ لوهلة.. وبقراءة سطحية، يُخيل إليك أنها ازدواجية الإنسان.. أو لعله التناقض حين الانصهار مع الشيء وضدّه بالآن عينه.. ألا يمكن أن يكون نزوعاً لاواعياً إلى تحقيق سلام «التوازن»..؟ ألا نحتاج تذوّق أشياء مختلفة حتى لو بدت متناقضة..؟ «ميخياس» عاين عوالم حياة الماتادور في العمق، عاشها حقيقةً لا تخيّلاً.. والجميل التقاطه تناقض عالم الأدب الذي لا يقل فظاعةً عن حلبة المصارعة.. التي رأى فيها حلبة مواجهة وتصارع مع أسئلة الوجود. هل لنا أن نتخيّل اجتماع كل تلك المتضادات إلى بعضها..؟ البعض لربما لا يرى أي تضاد.. أو تناقض بين ممارسة الأدب/الإبداع، المحتاج ذاتاً خلّاقة.. وبين ممارسة العنف على حلبات مصارعة الثيران.. ليبرز السؤال الأعمق: هل ممارسو الإبداع الأدبي يمتلكون ذواتاً خلّاقة بالضرورة.. تنسجم جميع مكوناتها وبعضها..؟ لعل ماهية الإبداع والخلق تحتاج ذاك الجنون المتأتي من تجاور متضادات إلى بعضها.. حينها جمالية الحالة تكمن بالتقاط جوهر كل كينونة، ولو كانت «لحظية». رولان بارت اعتبر مصارعة الثيران مشهداً «موروثاً من الأضاحي الدينية القديمة».. أحد الكتّاب وضع نصّاً بعنوان:»الأدب باعتباره مصارعة ثيران».. وأعتقد أن الحياة بعمومها ساحة للمصارعة مهما تبدّلت هيئاتها وتجمّلت. |
|