|
|
البقعة الساخنة وشراهة كبيرة في قضم الأراضي وإقامة المستوطنات على الأراضي الفلسطينية التي كان من المقرر أن تكون أرضاً للدولة الفلسطينية في الاتفاق المشؤوم. وهناك أيضاً جدار الفصل العنصري الذي كان أيضاً أداة لتحويل الضفة الغربية إلى كانتونات فلسطينية معزولة عن بعضها وبالتالي ضرب مقومات قيام الدولة الفلسطينية . بالمقابل حققت اسرائيل الكثير من هذا الاتفاق على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي حيث سوقت اسرائيل نفسها دولياً بأنها تسعى إلى السلام. وإقليمياً فتح الاتفاق أمامها الباب لإقامة شبكة علاقات مع دول عربية وغير عربية. أما داخلياً فصعدت اسرائيل تحت غطاء الاتفاق من وتيرة إجراءاتها واعتداءاتها التعسفية ضد الشعب الفلسطيني على جميع المستويات سواء من حيث إقامة المستوطنات وارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني , وأيضاً حصلت على دعم مادي وسياسي دولي كبيرين والاحصائيات الاسرائيلية تقول إن عمليات الاستيطان والاغتيال وهدم المنازل الفلسطينية ارتفعت بنسب كبيرة بعد توقيعه. فاسرائيل منذ البداية وضعت خططا لإطالة أمد المفاوضات إلى أقصى حد لتضع الفلسطينيين تحت الأمر الواقع وهذا ليس سرا وأعلنه العديد من المسؤولين الاسرائيليين في اكثر من مناسبة والمفاوض الفلسطيني لم يضع نفسه أسير هذا الاتفاق فحسب بل تخلى عن التمسك بالكثير من الحقوق على أمل اقامة الدولة الفلسطينية والمشكلة أن الحقوق هدرت وتكرار الرئيس الاميركي جورج بوش الحديث عن الدولة الفلسطينية , لم يكن إلا لتخدير الفلسطينيين وبعض العرب الذين لاحيلة لهم سوى الانتظار سورية وحدها هي التي قالت كلمة الحق عند توقيع الاتفاق والجميع يتذكرون موقفها الصريح والمعلن «ان كل بند من هذا الاتفاق بحاجة إلى اتفاق جديد». المشكلة الكبرى أن الشعب الفلسطيني الذي كان يفاوض قبل سنوات على اقامة الدولة وعودة اللاجئين وغير ذلك من الحقوق الفلسطينية أصبح يفاوض الآن على فك الحصار والحصول على الفيول والكهرباء والماء وتأمين لقمة عيشه وحالته المأساوية تزداد يوما بعد يوم ولا أمل في الأفق لتراجع قريب لها في ظل هذا الوضع العربي المحزن والتخاذل الدولي غير المسبوق مع سلطة الاحتلال. |
|
