تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل بدأت الأكاذيب بالانهيار?!

محطة
الأثنين 15/9/2008
د. خلف الجراد

لا شكّ أن أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 , التي شهدتها الولايات المتحدة الأميركية, في ضوء الرواية الرسمية لأسبابها وأسماء القائمين بها وجنسياتهم والمنظمة التي قيل إنها تقف وراء هذه العملية الإرهابية الضخمة والخطيرة..

أعطت الإدارة الأميركية ما أرادته من مسوّغات وتبريرات وطنية وأمنية وسياسية وشعبية وعسكرية وإعلامية للاحتلال الفوري لأفغانستان, وبعد ذلك للعراق, ومن ثم توسيع مجالات وجودها وسيطرتها العسكرية والاستراتيجية لتشمل مناطق جغرافية هائلة, تضم بالإضافة إلى الخليج العربي والبحر الأحمر ساحات تجاور مباشرة سورية وإيران وروسيا وجمهوريات آسيا الوسطى, وتضع يدها على ثروات هائلة لمنطقة كانت ممنوعة عليها قبل انهيار الاتحاد السوفييتي. ولا حاجة للتذكير هنا بأن العرب والمسلمين شكّلوا الضحية الأولى والأساسية لتلك الأحداث, وما زالوا يدفعون مادياً ومعنوياً وسياسياً ثمن ما جرى في نيويورك وواشنطن قبل سبع سنوات. وبالمقابل فقد نجحت (اسرائيل) في استغلال ذلك لمصلحتها على الصُعد والمستويات كافة.‏

ورغم أن عدداً من الباحثين والمحلّلين السياسيين والعسكريين والإعلاميين في العالم أبدوا شكوكاً كثيرة إزاء الأدلة والأسس المنطقية والواقعية للتفسيرات الرسمية الأميركية لتلك الأحداث, وفي مقدمة هؤلاء المشككين الباحث والكاتب الفرنسي تييري ميسان صاحب كتاب (الخديعة الرهيبة), إلا أنّ التحقيقات الموسعة, التي قامت بها لجنة من أعضاء الكونغرس برئاسة توماس.ه. كين ولي.ه. هاملتون, والكتاب الضخم الذي أصدرته بنتائج أعمالها أضفت مصداقية ما على بيانات (البنتاغون) و(البيت الأبيض), وأسكتت الأصوات المغايرة والتحليلات السياسية والعسكرية والإعلامية المضادة.‏

لكن مفاجأة غير سارّة أبداً للإدارة الأميركية ظهرت من خلال كتاب أصدره مؤخراً الكاتبان الأميركيان المستقلان راي غريفين وبيتر ديل سكوت بعنوان(الحادي عشر من أيلول والامبراطورية الأميركية), استناداً إلى آراء ودراسات أحد عشر أكاديمياً أغلبيتهم من الأميركيين, تجمع على (زيف) الرواية الرسمية الأميركية عن أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 . ويؤكد معدا الكتاب أن الأكاديميين المساهمين فيه يحظون باحترام كبير في الأوساط العلمية والثقافية والاجتماعية, وهم ليسوا إطلاقاً من مؤيدي (نظرية المؤامرة). فعشرة منهم يحملون درجة الدكتوراه في الفيزياء والفلسفة وعلم الاجتماع والقانون, ويعملون أساتذة في جامعات أميركية وأوروبية عريقة. فأستاذ الفلسفة جون ماكمورتري يقول: (إن زيف الرواية الرسمية جليٌّ لا شك فيه), مستشهداً بالحروب التي أعلنت عقب التفجيرات, انطلاقاً من أسباب وأهداف استراتيجية واضحة, مثلما حصل تجاه العراق. في حين يرى ستيفن جونز أستاذ الفيزياء بجامعة بريغهام أن طبيعة انهيار البرجين التوءمين لا تفسرها الرواية الرسمية, فالطائرات لم تسقط البنايات, والتفسير الأقرب للمنطق والواقع (أن تدميرها جرى من خلال عملية هدم بالتفجير المتحكّم به باستخدام متفجرات مزروعة من قبل).‏

أما أستاذ القانون ريتشارد فوولك, فيرى أن إدارة بوش استغلت هجمات الحادي عشر من أيلول لتحقق جملة من أهدافها السياسية والاستراتيجية, ومن المحتمل أن تكون (هذه الإدارة) إما أنها غضّت النظر عن العملية بصورة محسوبة, أو أنها (تآمرت لتنفيذها) لتسهيل مشروعها وخطتها التوسعية والهيمنة على العالم.‏

صحيحٌ أن الكتاب الجديد لن يعيد التاريخ إلى الوراء, ولن يلغي مفاعيل تلك الأحداث المأساوية وما ترتب عليها (أو باسمها وبحجتها) من نتائج كارثية وخطيرة على منطقتنا والعالم, لكنّ ذلك قد يشكّل مقدّمة لمراجعة جادّة لكل ما قيل ونشر وحصل منذ تلك اللحظة الزمنية الرهيبة, بل قد نكون فعلاً على طريق انهيار زيف الرواية الرسمية الأميركية, وزعزعة كثير من أطروحاتها وأكاذيبها وأضاليلها, وخططها السياسية والعسكرية والاستراتيجية.‏

WWW.Khalaf-aljarad.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية