|
الافتتاحية لكن.. كيف يُشجب الاستيطان الإسرائيلي?! كيف يُواجه?! كيف يُرفض..?! أعني ما اللغة التي يشجب بها..?! ما الجدّية التي تظهرها هذه اللغة..?! ما العواقب أو العقوبات التي تنذر بها..?! (سياسة الاستيطان يجب أن تتوقف) (بناء المستوطنات لا يساعد على السلام) (السياسة الإسرائيلية في بناء المستوطنات مرفوضة). إلى آخر هذه الأسطوانة المكررة التي وإن عبرت عن موقف سياسي بارد, نراها عاجزة, وقد عجزت دائماً, عن دفع (إسرائيل) ولو خطوة واحدة باتجاه وقف الاستيطان.. مرة واحدة كانت وقفة جدية.. الرئيس جورج بوش الأب, أوقف 10 مليارات دولار مساعدات (لإسرائيل) رابطاً بينها وبين وقف الاستيطان.. وكان الموقف الجدي الأميركي (ربما الوحيد) الذي تواجهه إسرائيل في إطار دفعها لخيارات السلام. الاتحاد الأوروبي, أخذ المسألة من طرف بعيد, يسهل فيه التخفي, منع استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية.. لكن.. يعلم الأوروبيون جيداً بأن الالتزام بتطبيق ذلك لم يكن على ذاك المستوى.. الاستيطان.. الجدار العنصري.. حصار غزة.. الذبح اليومي.. هو السلوك الإسرائيلي الذي يقف العالم أمامه مطرقاً !! وهو السلوك الكافي لتبرير كل جرائم الدنيا وموبقاتها.. في مواجهة هذا السلوك وقياساً عليه.. يبرر كثيرون أفعالاً يرفضها المنطق البشري.. والموقف الجاد لا يحتاج بالضرورة استخدام قوة عسكرية لفرض منهج السلوك الإنساني على السياسة الإسرائيلية.. بل يحتاج التعامل مع هذا السلوك كما يتعاملون مع الدول الأخرى.. باللغة ذاتها.. باللهجة ذاتها.. بالقرارات ذاتها.. بدءاً من مجلس الأمن وانتهاء بمحكمتي العدل والجنايات الدوليتين.. يمكن لوقفة عربية أكثر جدية من السلوك الإسرائيلي وفي مقدمته الاستيطان أن تحقق نتائج إيجابية فعلاً.. لنقدم للعالم ما الذي نريده نحن العرب..? ما موقفنا!!. ثم.. لماذا نسينا المقاطعة?! المقاطعة العربية الفعلية (لإسرائيل) مازالت سلاحاً حقيقياً يفرض عليها وعلى العالم مواقف أخرى أكثر اعتدالاً.. لكن العرب المعنيين بهذا الكلام أخرجوا أنفسهم منذ زمن من المعركة.. واستراحوا على معادلة تخاذل من طرفين: ضعفهم المفرط.. وقوة (إسرائيل) المطلقة.. وقد تحكمت هذه الرؤية بإيقاع حياتهم السياسية. وعندما خسرت إسرائيل (بالمعنى الكامل لكلمة خسرت) حربها ضد المقاومة اللبنانية, كان خرقاً لإيقاع يومياتهم السياسية, فكانوا ضد تلك الحرب.. بدءاً ممن سكت, مروراً بمن خاف (المغامرة) وانتهاء بمن عاداها مباشرة. لن تتوقف إسرائيل عن أي جانب من جوانب سلوكها المشين مالم يظهر العالم جدية حقيقية في مواجهته.. ولن يظهر العالم هذه الجدية مالم يظهرها العرب.. من هنا تبدأ الحكاية.. ومن هنا يبدأ العمل. لقد أسقطت قمة دمشق وهم عجز العرب عن التحرك ما لم تتحرك مراكز القوى بينهم.. وأثبتت أن كل عربي يستطيع أن يصنع شأناً لنفسه وقضيته وما يؤمن به.. وما زالت سورية رئيسة القمة.. وهو ما يشجع العرب على مواقف أكثر جدية.. في شهر الصيام.. على أبواب الربع الأخير من هذا العام.. هل ثمة أمل أن يولد الموقف العربي الذي يظهر للعالم جديته!! |
|