|
شباب حيث يقضون ساعات طوال أمام شاشات الكمبيوتر يتصفحون مواقع الشبكة العالمية بما فيها من فتنة وفتن ومعارف شتى ومقاصد جمة ومنافع لمن يطلبها ومفاسد لمن يبحث عنها.. ولكن حتى الساعة لايمكن الحكم بالمطلق عن جدوى الانترنت في حياة شبابنا وخاصة عندما يفرض اغراءاته التقنية التي تضع العالم بين يديك بكبسة زر وتنقلك إلى بحر غامض مدهش مثير يعتزل فيه المرء الخلان إلى المحيطات الساخنة والحمراء لبراثن الشبكة والتي غالبا ما تنشر دورها في الخفاء.. وهذا ما سيؤدي غالبا الى تلاشي المناعة النفسية والابتعاد عن القيم الأصيلة أمام الرغبة في اكتشاف عوالم المجهول. ولكن ما سبق ذكره لايعني غياب الأوجه الايجابية لهذه الشبكة بل على العكس فوائدها لا تحصى وتفسح لنا المجال للمشاركة في الثورة التكنولوجية بما لايتعارض مع قيمنا الاساسية. وشبابنا وشاباتنا رواد تلك الدورهم الأكثر قدرة على اثبات وتأكيد صحة هذه النظرية.. نافذة على العالم بالنسبة للشابة جوليا الانترنت نافذة حقيقية على العالم، فمن خلاله تستطيع أن تعرف أحوال الدنيا فهي تقضي أكثر من سبع ساعات يوميا أمام شاشة الكمبيوتر لدرجة تصفه بأنه صديقها اللدود فتقول الانترنت بالنسبة لي وسيلة لتوسيع آفاق الثقافة وأداة اتصالية بالغه القدرة والفاعلية اختصرت المسافة والزمن فأنا اقوم بالتحضير لامتحان التوفل من اجل إتمام الدراسات العليا في إحدى الجامعات الاميركية، لذلك استعين بالانترنت للدخول إلى مواقع تحتوي على مراجع ومقررات باللغة الانكليزية والمتعلقة بهذا الامتحان.. التسلية في حين ترى سلمى محمد أن الانترنت للتسلية فتقول: اذهب إلى دور الانترنت من أجل فتح بريدي الالكتروني والدخول الى مواقع الدردشة للتحدث مع الأصدقاء، بالاضافة إلى التعرف على أصدقاء جدد من مختلف أنحاء العالم والدخول إلى مواقع الأغاني وكذلك من أجل التعرف على أخبار الفنانين والمشاهير بين المواقع.. وتضيف أنا لا أرى نفسي من مدمني استخدام الانترنت وخاصة وأن من يدمن عليه ،يدخل في عزلة اجتماعية وقد يتحول إلى شخص مريض إذا لم يلحق نفسه.. وبالنسبة للمواقع الاباحية تقول سلمى إن أغلب دور الانترنت التي ترتادها هذه المواقع فيها محجوبة وعليها مراقبة شديدة. اختزال للوقت والجهد الانترنت غذاء للعقل والروح هذا ما أكده لنا تامر خريج كليه الهندسة الالكترونية فقال: منذ الطفولة يرادوني حلم أن اتمم الدراسات العليا في احدى الجامعات الأوروبية والانترنت وفرلي هذه الفرصة حيث قمت بمراسلة بعض الجامعات عن طريق هذه الشبكة للاستفسار عن امكانية متابعة دراستي وما الشروط المطلوبة، لأنه كما تعرفون المراسلات العادية مكلفة جدا وتحتاج إلى الكثير من الوقت لاتمامها.. وتلقيت الرد من فترة قصيرة بالقبول.. لذلك أقول إن ما يقدمه الانترنت شيء مهم جدا لما يختزله من الوقت والجهد والمال في أن واحد.. أما محمد فالفائدة التي حققها من الانترنت تقوية لغته الانكليزية والفرنسية في آن واحد نتيجة دخول مواقع تترجم الأغاني الاجنبية إلى اللغة العربية، إضافة إلى التواصل مع أصدقاء أجانب عبر الشات. أما بالنسبة للمواقع الاباحية فيقول محمد لم يسبق لي أن دخلت إلى أحد هذه المواقع رغم أنها كثيره جدا وعدد زوار هذه المواقع في تزايد.. لذلك نرجو اتخاد الاجراءات لحجبها وإلا فسوف تكون النتائج وخيمة خاصة لمن هم دون الثامنة عشرة الرقابة قد تكون الحل ابو وليد صاحب مقهى انترنت في وسط مدينة دمشق مجهز بأحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا العصر من أجهزة وخدمات يرافق ذلك التراخيص المأخوذة من الجهات الرسمية المسؤولة حيث حدثنا قائلا: إن المقهى الذي يملكه يرتاده شباب وشابات من جميع الفئات العمرية ومن جميع الاختصاصات الجامعية يستخدمونه إما لفتح بريدهم الا لكتروني أو استخدام ميزة الشات للتحدث إلى الأهل والأصدقاء أو الدخول إلى المواقع المعرفية.. أما بالنسبة إلى المواقع الاباحية فلا انكر عليكم هي غير محجوبة تماما.. ولكن نحن في المقهى دائما على رقابة مستمرة على اجهزتنا، حيث إنه من خلال الجهاز الموجود أمامي استطيع أن اراقب كل زائر إن كان دخل إلى تلك المواقع أم لا.. وإن حصل وهذا وهو نادر جدا بأن يفتح أحد هذه المواقع من قبل بعض الزائرين نوجة لهم انذارا بأن يغلقوها وإن تكرر الأمر نمنعهم من الدخول إلى المقهى مرة أخرى.. وأكد ابو وليد أن الرقابة دائما موجودة وإن كنا نحن الكبار سنوفر لهم الفرص المناسبة للانجرار إلى عوالم كهذه لاضير عليهم إن اساؤوا استخدامها أم لا.. مقاه في ضواح نائية إن مثل هذا المقهى لا يبعث على القلق ولكن عندما ترى بيوتا في الضواحي البعيدة عن أعين الرقابة تحولت بطريقة ما إلى مقاه للانترنت بدون أي اجراءات وتراخيص رسمية ومتخصصة في بث وترويج المواقع الخلاعية والصور الاباحية بالإضافة إلى روايات عاشها شباب في المجتمعات الغربية من شذوذ وغيرها يرافق ذلك رسائل تصل إليك عبر بريدك الالكتروني تدعوك لزيارة مثل تلك المواقع.. فإن ذلك يدعو وبصورة ملحة إلى البحث الدؤوب عن الوسائل اللازمة لملاحقة أصحاب هذه المقاهي ومقاضاتهم.. لأنه مهما يكن من أمر وبعيدا عن الاحكام الاخلاقية على الانترنت فقد يشد الفضول والانبهار الشباب لمتابعة تلك المواقع التي هي بكل أسف في تزايد مستمر.. واخيرا.. ألم يحن الوقت بعد لنخرج ولو قليلا من دائرة عولمة الغرب ومن مقولة إن مجتمعنا مستهلك للتكنولوجيا وليس بمخترع لها.. |
|