تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اللقاء الروسي الأميركي...ماذا يحمل لمشروع السلام؟

شؤون سياسية
الخميس 4-6-2009
د. سعيد مسلم

ينظر العديد من المتابعين للعلاقات الروسية- الأميركية، من جهة ولتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط من جهة ثانية باهتمام كبير إلى اللقاء المرتقب بين الرئيسين الأميركي- أوباما والروسي ميدفيديف.

صحيح أن جدول أعمال اللقاء مكثف جداً، والتحضيرات التشاورية والاستعدادات الفنية ونقاط البحث، يتم تداولها الآن على مستوى الخبراء والسياسيين والجهات المختصة، بدءاً من ملفات انتشار الأسلحة النووية وشبكة الدفاع الصاروخي الأميركي، وإرهاصات عودة الحرب الباردة، والتدخل الأميركي في منطقة المصالح الاستراتيجية والحيوية لروسيا وصولاً إلى مساعيها للسيطرة على الطاقة في منطقة بحر قزوين، واستهداف سورية وإيران وممارسة الضغوط التجارية والاقتصادية على شركاء روسيا وغيرها..‏

إلا أن الأكثر أهمية هو ملف الشرق الأوسط سواء الاحتلال الأميركي للعراق، وسبل إنهائه، أو الحرب في أفغانستان والحرب ضد الإرهاب، وكيفية تسوية الصراع العربي الإسرائيلي لما يشكله ذلك من انعكاس على مسيرة السلم العالمي والاستقرار السياسي والاقتصادي سواء لأميركا أو لروسيا أو للعالم التعددي الآخذ بالتشكل حالياً بعيداً عن مفهوم الهيمنة والتفرد.‏

اللقاء الروسي- الأميركي سيركز بطبيعة الحال وحسب توصيف الخبراء من الجانبين على مستقبل العلاقات بين الكرملين والبيت الأبيض واستراتيجية الأمن القومي الروسية والأميركية وسبل إدارة الأزمات التي يراها كلا الطرفين بفهم جديد وبعيد عن الإدارة بالأزمات كما كان يحصل سابقاً وخاصة من الجانب الأميركي.‏

أما مايخص الشرق الأوسط، تبدو المعطيات الأولية، بمثابة قواعد هيكلية للتأسيس على أن شيئاً ما يحضر ولابد من إنجازه في اللقاء المذكور وذلك انطلاقاً من التالي:‏

1- اللقاء الروسي- الأميركي سيعقبه اجتماع قمة مجموعة الثماني في إيطاليا.‏

2- اللقاء الروسي- الأميركي سبقه أيضاً، قمة مصرية- سعودية - أميركية، تشير المعلومات إلى أن هناك مشروعاً طرح من قبل الرئيس الأميركي فيها، بشأن السلام في الشرق الأوسط يقوم على مبدأ حل الدولتين ومفاوضات على المسار السوري واللبناني، وإمكانية تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وتحديد فترة زمنية لإنجاز هذا المشروع لاتتعدى أربع السنوات، ويطلب من العالمين العربي والإسلامي مد اليد إلى إسرائيل وتبني مبادرته.‏

3- النشاط الدبلوماسي الروسي في مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية، وفي مجلس الأمن وسعي موسكو لإصدار بيان خاص عن الشرق الأوسط وضرورة إعطاء الأولوية للصراع العربي الإسرائيلي والاستعداد لاستضافة مؤتمر دولي للسلام يعقد في موسكو، وهذا الأمر سوف يتم الاتفاق عليه بين الرئيس الأميركي والرئيس الروسي.‏

مايعني مباركة موسكو للمشروع الأميركي الذي طرحه أوباما على الدول العربية الإسلامية في لقائه مع مبارك في مصرومع العاهل السعودي في الرياض.‏

وانطلاقاًِ من ذلك فإن مجموع هذه المقدمات سيكون محوراً أساسياً لقمة أوباما - ميدفيديف.‏

والاتفاق عليها يعني توطئة لشراكة روسية- أميركية جديدة، والانتقال إلى دائرة الحوار والتفاهم، بدلاً من الاستهداف والتربص. وعليه فإن العالم يترقب بشغف نتائج ذلك اللقاء ومن ثم التصديق عليها ومباركتها على مستوى «قمة الثماني» في إيطاليا انتقالاً إلى إعلانها بشكل صريح وموجه إلى دول المنطقة عبر رسالة أوباما التي وعد منذ توليه السلطة أنه سيخاطب العالمين العربي والإسلامي عن عاصمة اسلامية هامة، وها هو يفعلها في القاهرة.‏

وبهذا الشكل فإن مشروع أوباما المقترح مبرمج على النحوالتالي عصف فكري وجس نبض من خلال دبلوماسية القمة (لقاءات أوباما- ملك الأردن) و(أوباما -نتنياهو) ( واللقاءات الأميركية- الأوروبية -العربية) يتأتى عنها صياغة المشروع.‏

ب- الاتفاق على المشروع مع روسيا.‏

ج- إقراره والمباركة عليه من قمة دول الثماني- إيطاليا.‏

د- إبلاغه للعالمين العربي والإسلامي- عبر محطة القاهرة والرياض.‏

ليصار بعدها إلى إعطاء الضوء الأخضر لروسيا لاستضافة جولات المفاوضات والانطلاق إلى تنفيذ مقترح مؤتمر موسكو الدولي للسلام.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية