تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من تراث الباسيفيكي..

أبجــــد هـــوز
الخميس 4-6-2009
فواز خيو

هذه قصة رواها شخصيا أحد رحالة القرن الخامس عشر, قال: حططت رحالي مرة في إحدى جزر الباسيفيكي فوجدت فيها أرضا طيبة غنية وطبيعة خلابة, فقررت أن أقضي فيها بعض الوقت,

ريثما تأتي سفينة تقلني إلى الهند عن طريق رأس الرجاء الصالح, حيث لم تكن قناة السويس قد حفرت.‏

في تلك الأثناء انتشرت في الجزيرة السرقات والصفقات والتعديات على المال العام بشكل رهيب وعم الفقر رغم كثرة الخيرات, وفرضت الكثير من الضرائب بكل الأشكال والألوان لتعويض السرقات, وكلما لاحت فرصة لتغيير بعض الوزراء, علا صراخهم وتوسلاتهم, بأن يبقوهم ريثما يستكملون خططهم, لأنهم لم يأخذوا وقتهم الكافي لتنفيذها.‏

وكلما انتقدهم واحد من كتاب الجزيرة, أسكتوه تحت أسباب لا علاقة لها بالموضوع, واتهموه بأنه يشوش على عملهم ويفقد إنجازاتهم بريقها, ولا يرى إلا النصف الفارغ من الكأس مع أنهم أخذوا حتى الكأس.‏

ساءت الأمور كثيرا وكشفت الرعية خططهم الحقيقية وصارت مرعوبة من أن يكملوا خططهم, وفي إحدى الوزارات كان هناك اجتماع عام مع الوزير وأركانه, فوجد البعض فرصته لطرح أفكاره, لعل فيها خروجا من القمقم الذي يعيشون فيه, فطرح هذا البعض على الوزير المطلب التالي:‏

يا معالي الوزير: لقد تنازلنا عن كل مطالبنا التي اعتدناها، لم يعد يهمنا إصلاح الوزارة ولا غيره, لكن نطلب شيئا واحداً فقط: وهو أن يسن قانون يقطع يد السارق.‏

أطرق الوزير مليا وقال: هذا أمر ممكن لكن أعطونا مهلة لنقيم دورات مكثفة لي وللكثير من زملائي في الوزارة ولمعاونينا ولمديرينا, كي نتمكن من التوقيع باليد اليسرى.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية