|
مجتمع فالطفل الدارج ( حديث العهد بالمشي) يكون لاهيا في ( اكتشافاته) للحياة في أركان البيت مثلا أو في حديقة عامة وفجأة يتخلى عن مغامراته ويهرع باكيا إلى حضن أمه أو حجر أبيه, فقد اقتربت منه قطة أو كلب مسالم! إن خوف الطفل من الأغراب أو الحيوانات أو الأصوات العالية أو البيئات الجديدة مثلا ليس شيئا اعتباطيا وإنما يوجد فيه قصد وقائي, إن التخوف الذي يبديه الطفل الدارج قد يمنعه من تعريض نفسه لمخاطر مجهولة ورغم ذلك فإن هذا الخوف هو إشارة إلى الانطلاق خطوة إلى الأمام يخطوها الطفل نحو التطور الإدراكي, فهو آخذ في التمييز بين ما هو معلوم وما هو جديد. ثم إن هذا العمر هو المرحلة من حياة الطفل التي يتكون فيها إحساسه بالذات, أي حصوله على الفهم بأنه شخص مستقل له صفاته المميزة فإذا انخرط طفلك ابن العام الواحد بالبكاء لدى رؤيته وجها غريبا غير مألوف لديه, أو إذا غادرت أمه الغرفة هنيهة وتركته في بيئة مجهولة له ,فإن هذا البكاء علامة دالة على إحساسه بتوثيق العلاقة بينه وبين أمه إن خشية الافتراق تأتي في المرتبة الأولى من مخاوف الرضع والأطفال الدارجين وكثيرا ما تكون هذه الخشية تخفي وراءها أيضا بواعث أخرى دفنية ضد الناس والأماكن الجديدة. إن أنواع المخاوف التي تراود مخيلة طفلك, يقررها مزاج الطفل نفسه فإذا كان دائم الإحساس بالخوف من الضجيج والأصوات العالية مثلا ,فإن صوت قصف الرعد قد يبعث في نفسه الخوف . للأطفال الدارجين ذاكرة حية وهذا يوضح أسباب تشكل كثيرا من المخاوف في مخيلة الطفل الدارج, ومع أنه من المهم أن يشعره والداه بالدعم والتأييد عندما يكون خائفا, إلا أن هدفك النهائي أن يكون إشعار طفلك بالمزيد من الإعتداد والثقة بالنفس في المواقف الجديدة. ولا تحاولي أبدا نكران مخاوفه أو تجاهلها, لأنه إذا قيض لهذه المخاوف أن تستمر, فإن الطفل بخياله قادر على تركيب أسوأ السيناريوهات لها. وخير من النكران والتجاهل هو الانفتاح عليها والتحدت عنها, وإفهام الطفل أن الخوف ليس وصمة. ولا تنسي أن عبارات الطمأنينة فيها ترياق قوي ضد الخوف إن كان ذلك أثناء إلقاء كلمة شفهية في فصله المدرسي أو ركوب الطائرة أو المصعد. |
|