تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جرعة زائدة عن الحد من ثقافة العنف للأطفال

مجتمع
الأربعاء 23/1/2008
ياسر حمزة

كل الدراسات التي أجريت في الدول الغربية والولايات المتحدة تشير إلى أن ألعاب الكمبيوتر والأفلام تقدم جرعة زائدة

عن الحد من ثقافة العنف للأطفال والشباب, مما يؤدي إلى تلوث شخصياتهم, بل إنها تبرر العنف وتعلم الأطفال أنه شيء عادي, فالبطل فيها يضرب, ويطلق الرصاص, ويستخدم أعمال العنف ببراعة وقسوة, للقتل أو للهرب من الشرطة والعدالة, مما يؤدي إلى تأثر الشباب غير الناضج به, وفهم البطولة على هذا الأساس. وقبل مدة, طلبت الحكومة الفرنسية من الفيلسوفة بلاندين كريجيل إعداد تقرير بالتعاون مع علماء اجتماع ونفس حول ظاهرة العنف في وسائل الإعلام, فأكدت كريجيل في تقريرها وجود صلة بين برامج العنف وسلوك الأطفال العدواني, وذكرت إن مشاهد العنف في الأفلام أو في ألعاب الكمبيوتر تساهم في رفع الوازع الخلقي عن فعل القتل وتخفف الشعور بالذنب الذي يلجم الناس عن ارتكاب الجرائم. وقبل مدة, نشرت مجلة (العلوم) الأمريكية دراسة بارزة في هذا المجال ذكرت فيها أن علماء الاجتماع والنفس والتربية يجمعون على أن ألعاب الكمبيوتر والأفلام هي المسؤولة الأولى عن كل الانحرافات السلوكية التي يعاني منها الشباب, وعن انتشار الجريمة في المجتمع الغربي, فالطفل الذي يحرك البطل في لعبة الكمبيوتر لقتل خصومه سيتعلم أن قتل الخصوم مبرر, والذي يقود السيارة بسرعة جنونية في لعبة أخرى سينشأ وهو يشعر أن القيادة السريعة هي الوسيلة الصحيحة للقيادة والدليل على المهارة, ولذلك تحولت حوادث المرور إلى سبب رئيسي للوفاة لدى الشباب. وشارك في الدراسة التي نشرتها المجلة ستة من كبار المختصين بنمو الطفل وصحته, وبعلم النفس والإعلام, وراجع هؤلاء في خلال الفترة التي استغرقتها الدراسة, وهي 17 عاما, ما يزيد على 1000 دراسة أجريت خلال السنوات الثلاثين الماضية, وخلصت إلى نتيجة أن الناس ينظرون إلى قضية الألعاب والأفلام باعتبارها مسألة تتعلق بالذوق والتسلية, بينما هي في الواقع تتعلق بالسلامة العامة والأمن الاجتماعي أكثر من تعلقها بأي شيء آخر. ويرى المختصون أن الذين يجلسون أمام الكمبيوتر ما يزيد على ساعة واحدة في اليوم كانوا أكثر عدوانية من غيرهم بما يعادل أربعة أضعاف, ومن بين الذين كانوا تابعوا الأفلام والألعاب لمدة تزيد على ثلاث ساعات تورط ما يزيد على 29% في أعمال سطو وسرقة واعتداءات ومشاجرات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية