|
عن الفيغارو للكائنات الحية وتعالج ذراتها, ما تزال هناك بعض الأمور التي يلفها الغموض, مثل الطريقة التي تنام بها الطيور. والأمر المؤكد الوحيد أن الطيور تعرف النعاس ومراحله المختلفة, ويمكن دراستها قليلاً عند الدواجن التي تنام على الارض فقط. تشبه الطيور الثديات والانسان فهي حيوانات ثابتة الحرارة أي أنها تنظم حرارتها الداخلية بحدود 42 درجة مئوية. الهيكل العظمي للطيور يشابه هيكل الانسان قليلاً لكن الفرق بينهما أن عظامها جوفاء مما يخفف وزنها ويساعدها على الطيران, أيضاً عظامها صلبة بفضل نظام تشابكها الداخلي. والفارق الآخر, أن قائمتيها العلويتين مجهزتان بنظام أجنحة مدهش, وإن اختلف شكل أرجل الطيور إلا أن لها هندسة متماثلة. ويلاحظ أن الطيور التي تتغذى من المياه القليلة العمق أرجلها طويلة, أما التي تمضي حياتها طائرة في السماء فأرجلها أقصر. للطيور عموماً أربعة أصابع ثلاثة منها نحو الامام وواحدة نحو الخلف, وهذه أيضاً تختلف أطوالها. لكن لأصابع الطيور الجاثمة سراً يساعدها في النوم على الاغصان دون أن تسقط: يشبه نظام بكرات وحبل دقيق يمسك بأصابع الطير من الاعلى الى الاسفل فيغلق الطير اصابعه بشكل آلي حين يحط على غصن.كيف? إنه وتر قابض لعضلة الفخذ الذي يمر أمام المفصل وحول الوتر ويرتبط تحت السلاميات فيقوم بعمل مثل سقاطة الباب. بفضل وزن الطير تنطوي القوائم وتأخذ الاصبع وضعية الإغلاق فتماثل بذلك ملقط الملزمة مما يمكن الطير النوم بهدوء. وعند الوطواط نظام مماثل يساعده بالنوم لكن رأسه نحو الأسفل. بينما يمضي الانسان ثلث حياته في النوم يلاحظ أن الطيور تنام نوماً متقطعاً,على سبيل المثال فإن البط ينام على الأرض إما على قوائمه أو على بطنه موجّهاً رأسه نحو الخلف ومنقاره غائر في ريشه الذي يغطي ظهره وهو يغمض عيناً واحدة اليسار أو اليمين لأنهما منفصلتان. كما يمكن للبطة أن ترف بعينها من 5 الى 40مرة في الدقيقة, وإذا كانت نائمة فوق المياه فهي تخفق بأجنحتها كيلا تنجرف. هناك بعض أنواع البط قادرة على الدوران وهي نائمة لتلحق دورة الشمس وتستفيد قدر الإمكان من أشعتها. وقد أثبتت التجارب أنه في مجموعة البط البري النائم على الماء البطات الموجودات في الوسط لا تفتحن عيونهن إلا قليلاً بينما الموجودات على محيط المجموعة تفتح العين المتجهة نحو الخارج. فيما يتعلق بالطيور المهاجرة مثل السمامة ( مارتينيه), أو التي تقطع مسافات طويلة مثل القطرس فهي قادرة على قطع مئات الكيلومترات دون استراحة, ويفسر ذلك بقدرتها على عدم النوم مدة طويلة, ومع ذلك نحن متأكدون أنه ينام أثناء طيرانه. لكن كيف? هناك نظريتان أساسيتان :الاولى تقول ان دماغ هذه الطيور ينام نصفاها بشكل متناوب, يبقى نصف الدماغ صاحياً وينام النصف الآخر. النظرية الاخرى تقول بقدرة نصفي الدماغ على التناوب السريع جداً بين النوم والصحو, ثواني نوم تتبعها ثواني يقظة لكي تستمر في تحريك أجنحتها وهكذا تستمر. |
|