|
معاً على الطريق والصلوات والعرضات والمناسف لإكمال ولايته,فالبطة العرجاء تحتاج إلى مساحة للركض الهوينى قبل أن تنزل إلى البركة. وكان يجب على السماء أن تكشف عن بهائها الأوسطي حتى يقضي الغائمُ وقتاً يمارس فيه طقس الصحو السياسي قبل أن تضيء ليل الغزاويين قذائف الأنكل التكساسي, وقبل أن ينقطع الزيت العربي عن مرابطي غزة هاشم. ورغم استجابة (فحل الشتي) للانقشاع, فإن الأمن الأمريكي والإسرائيلي لا يعره التفاتاً,لأنه وضع خطة أمنية لحماية بوش وربعِه النشامى, سماها نكاية بالفصول الأربعة (السماء الصافية) لجعل وسادات نوم الضيوف مريّشة بنعامٍ سياسي, فيما وسادات الأرق والموت تلفّ عشائر الماو ماو ..في خان يونس!! حاشية بوش ضمت نحو 200 شريف 400 عسس وأكثر من 250 حارس شخصي بستراتهم الواقية من الحب العذري, و 15 حارساً مع كلاب بوليسية أصيلة المحتد,لا جعارية المضارب, مدرّبة خصيصاً على اكتشاف المتفجرات والأتباع الصالحين, ولم أعرف إذا كانت كلبة السيد بوش في عدادها, أم أنها فضلت التثاؤب أمام موقدة المكتب البيضاوي, لكنها افتقدت دون ريب العواء الديمقراطي مع كلبة وليد بيك جنبلاط في مروج الشرق الأوسط الجديد. لقد تحققت الروبوتات الخاصة قبل حلول بوش أهلاً ونزوله سهلاً من خلو جميع الأنفاق والمجاري من متفجرات يمكن لولهانٍ صبٍّ أن يدسّها,فيما روبوتات أخرى تحرس المنشآت تحت الأرض,وحلّق في الأجواء منطاد عملاق مثقلٌ بكاميرات مراقبة صالحة لليل والنهار فقط, والقنّاصة مثل المداخن فوق الأسطحة, ووصلت ثماني شاحنات محمّلة بالعتاد, وتم إفراغ فندق الملك داوود من مزاميره ونزلائه ثلاثة أيام,المدة نفسها التي عزلت فيها أراضي السلطة الفلسطينية, وألغيت حجوزات السياح في الفنادق التي نزلت فيها الحاشية, ومحيت الاحتجاجات عن الجدران, لأنها دفاتر المجانين بغرام أمريكا, وأعيد طلاء الشوارع وانتشر على الأرض 10 آلاف رجل أمن إسرائيلي و أغلق 29 شارعاً رئيساً في القدس وتغير خط سير النقل العام, بكلفة بلغت 25 ألف دولار في الساعة من جيب دافع الضرائب الإشكينازي والسفاردي والفلسطيني, بدل دفع مستحقات الجياع في غزة. أما في دبي مثلاً فقد صارت الزيارة يوم عطلة, ولم تعد السيارات تعجق البلد, جراء الإجراءات الأمنية المشددة, وأغلقت كل طرق المواصلات بما فيها أربعة شوارع رئيسة, والجسران عبر خور دبي والنفق تحت قاعه, وأوصي السياح في عزّ موسمهم بعدم الخروج من الفنادق في ساعات محددة أو العودة إليها قبل الوقت المعيّن, فيما تأجلت مؤتمرات ومعارض ولقاءات عمل, تضررت من جرائها أكثر من 100 ألف شركة وخسر الاقتصاد نحو 120 مليون دولار فقط لا غير... هذا غيض من فيض, جمعتُه لكم للإحاطة بمدى الأمان الذي يشعر به بوش, ومدى الحب الذي تكنّه له شعوب هذه المنطقة لدرجة تجواله وحيداً خلف ليلاه في الجنادرية وبحثاً عن عيون بهية في شرم الشيخ. الأمر,أنني غير مقتنع أن ما يحدث في غزة هو من نتائج جولة بوش, بل من نتائج جولاتنا نحن أهل هذي الديار الذين يطلع منهم أوس وخزرج معاصرين يشمئزون من وجود أشلاء لرسل الأم تريزا في وحدة سييرت متكال ولواء غولاني وجدوا يأكلون السمك ويسمرون في بنت جبيل ومارون الراس وعيتا فاصطادهم السيد حسن نصرالله... إنها السماء المكفهرّة..يا جماهيرنا..يا حرّة. |
|