|
رؤية كما سميت - ولأن دمشق اليوم عاصمة للثقافة العربية لابد من صدى هناك في قرطبة أو في غرناطة الشاهدة على فعل الحب العربي الذي أنتج أعظم صيغ ثقافة الحب عبر النوافذ المفتوحة لكل الرياح التي مازادتنا إلا امتداداً أعمق . في الأندلس وبفعل الثقافة و تلاقح الحضارات كان شعراء التروبادور الجوالون - الصيغة الأوروبية للحب العذري عند العرب - العرب الذين اخترعوا المرآة بحثاً عن آخر ! لكن ثقافة الحب لديهم تراجعت بعد إخفاقهم الحضاري إثر الغزو الصليبي فتحولوا إلى جمع الحب وتصنيفه وفقاً للطاهر لبيب عالم الاجتماع التونسي . غرناطة التي كانت رمزاً لثقافة الحب صارت أيضاً رمزاً للانكسار وغدا مليكها (أبوعبد اللّه )- محمد الحادي عشر - رمزاً للاستسلام , ولكن لماذا يعتقد( أراغون ) أن ذلك الملك شخصية مؤثرة جداً تعرضت لكثير من الأكاذيب فذلك ال ( إل شيكو) أي الطفل الصغير كان في فترة حصار غرناطة رجلاً في الثامنة والعشرين توفي بعد أربعين سنة من سقوطها وهو يقاتل الإسبان الذين نزلوا في مراكش, إذا هو لايشبه المراهق المنحرف الذي صوره كل من باريس وشاتوبريان وواشنطن إرفنغ الذين استقوا معلوماتهم من المصادر الإسبانية فهل كنا له ظالمين ??!! غرناطة أندلس ابن زيدون وابن خلدون وابن زهر وابن رشد ودمشق وكل ماتعنيه وتختصره ,رمزان لثقافة الحب وحوار الحضارات وتجاورها . البعض يدعي أنه لم يعد ثمة وقت للحب .... لكن لابد من مواجهة الحرب وإخفاقنا الحضاري بكثير من الحب والحوار . |
|