تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أخبار عاجلة ?!

الافتتاحية
الأربعاء 23/1/2008
بقلم: رئيس التحرير: أسعد عبود

خبر عاجل:‏ وصلت سيارة من غاز المنازل الى غزة..‏

خبر آخر عاجل:‏‏

اسرائيل ستبدأ بتزويد القطاع ببعض الوقود صباح الثلاثاء.‏‏

( أمس)‏‏

خبر ثالث عاجل: بعض من ضروريات الغذاء والدواء سيسمح به لغزة بعد أن هددت (الأونروا) بالتوقف عن عملها.‏‏

تناقلتها الأخبار.. أوردتها الفضائيات.. ورقصت معها الإذاعات على (إف.. إم..) أخبار عاجلة ومهمة دون ريب.. فحين يعيش أهل القطاع بلا نور,بلا طاقة,بلا غذاء,بلا دواء.. لا بدّ أن أي تحسن في هذا الظرف هو خبر مهم.‏‏

أخبار مهمة للطرفين.. أي ل:‏‏

- أبناء غزة في سجنهم تحت القصف والموت اليومي.‏‏

- المجرمون في تل أبيب وتوابعها حتى آخر العواصم.‏‏

أبناء غزة يتعزز لديهم بعض من أمل.. والمجرمون سيغطون بسيارة غاز وأخرى دواء وغذاء على جرائم القتل اليومي..‏‏

يعني.. يصبح خبر إدخال سيارة غاز منزلي الى غزة عاجلاً أكثر من خبر استشهاد الفلسطينيين تحت القصف والموت البطيء والسريع. ويستطيع أن يكمل المجرم جريمته, ويستطيع العرب أن يتفرغوا لأحلامهم (الوردية)..الذين يدرسون رفع الحصار يستمرون في دراستهم (إن كانوا يدرسون). والذين يشغلهم تقاسم السلطة.. يستطيعون أن ينصرفوا الى ذلك.. والمطالبون بفتح معبر الى غزة, يستطيعون أن يصموا آذانهم أكثر.. والمنشغلون بوداع فيلتمان لديهم الوقت دون إحراج للتفكير بغزة, أصلاً هم أعفوا أنفسهم من تفكيركهذا منذ زمن طويل, (بل أصبح أي موقف لمقاومة العدوان يثير اشمئزازهم). حتى أصبح إعلان إسرائيل دولة معادية يحتاج لجرأة وتصفيق..!‏‏

خبر عاجل لن تذكره فضائية أو وكالة أنباء.. تقزم العرب من خلال تقزيمهم لقضيتهم.. كانت يوماً القضية العربية (وأفترض أنها ما زالت).. لكن العرب بعد أن نسقوا, تسابقوا الى السلام بين الوهم والحقيقة.. فتشظت القضية قضايا.. ولم تخف حالة التنافس الذي وصل حد الشماتة بمن آمنوا بالسلام استراتيجية, وبحثوا عن طريق يوصل إليه بلا أوهام وعلناً.. أعني سورية..‏‏

أصبحت القضية الفلسطينية.. ثم أوسلو.. ثم مشروع الدولة والسلطة الفلسطينية. ثم غزة.. ثم المعابر.. ثم سيارة غاز وسيارة غذاء وسيارة طعام تدخل الى غزة والدم يغرق كل شيء. وعلى هامش ذلك كله كان الانحسار العربي,حتى أصبحت واشنطن أقرب للعواصم العربية.. وأصبحت تل أبيب عاصمة موعودة بالخير العربي العميم,إن رضيت أن تعترف هي بهذه العواصم.‏‏

خبر عاجل أخير..‏‏

خسرت نساء غزة معركتهن على معبر رفح ولا حصاد للخسائر..فخلف أسيجة الحصار لم يكن ثمة معتصم يسمع استغاثتهن.‏‏

خبر عاجل قادم ..‏‏

سنبقى العرب .. وسنقاوم ونعود الى مفهوم الأمن القومي العربي.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية