|
على الملأ بدءاً من القرارات السياسية والعسكرية وانتهاءً بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية وغيرها. فمنذ أن قامت محطة سي إن إن الأميركية بتغطية حرب الخليج لإخراج القوات العراقية من الكويت ظهر حجم الشراكة والتأثير في الرأي العام. ومدى القدرة على نقل الوقائع وفق المخططات الموضوعة. وقد ذهب البعض إلى حد الوصف بأن المحطة المذكورة كانت صاحب القرار الأكثر فاعلية في دوائر القرار الأميركية إلى جانب البيت الأبيض والبنتاغون ومكتب الأمن القومي و الاستخبارات والكونغرس، فكانت الشريك السادس في القرار الدولي آنذاك. الأمر الذي دفع الإدارة الأميركية إلى الحد من دور تلك المحطة الذي تراجع إلى الواقع الحالي. وبالمقابل فقد نشأت محطات فضائية في أكثر من مكان استطاعت أن تحدث تحولات اجتماعية وفكرية في أكثر من منطقة، وخاصة في منطقتنا العربية. وتعود هذه الأيام نغمة المشاركة في القرار السياسي بصورة خاصة، إذ ادعى الصحفي روبرت سميث أنه كان على علم بالتجاوزات والمخالفات التي ارتكبها الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون من خلال تجسسه على الحزب الديمقراطي فيما عرف لاحقاً بفضيحة ووترغيت. تلك الفضيحة التي كشف تفاصيلها بوب وود وورد الصحفي في الواشنطن بوست وزميله كارل برونشتاين، فكانت النتيجة اضطرار الرئيس للاستقالة، وجر وزير العدل وكثيرين غيره للمساءلة القانونية. ولم تنته مشاركات الإعلام عند هذا الحد فقد أماط سيمور هيرش الغطاء عن تجاوزات القيادةالعسكرية الأميركية في سجن« أبو غريب» الأمر الذي أجبر الإدارة الأميركية على محاكمة المسؤولين عن تلك التجاوزات والممارسات اللا إنسانية ويزداد اليوم دور الإعلام في المشاركة بالقرار بعد الانتشار الكبير للنشر الرقمي وإنشاء ملايين المواقع الالكترونية، فضلاً عن نظام المدونات الذي يسمح بنشر الآراء والأخبار والدراسات والاستطلاعات دون عائق. وبالمقابل فإن هذا التوسع والانتشار سمح بوجود ممارسات بعيدة عن الحقيقة، فالسهولة في النشر، دفعت أصحاب المشاريع السوداوية والمنضوين تحت لوائها لتعبئة الشاشات الفضائية والشاشات الإلكترونية بالكثير من المغالطات والأكاذيب في محاولات للتأثير السلبي وقلب الحقائق. وما يثير القلق أن تلك الأكاذيب تجد صدى وتأثيراً وانفعالاً لدى جمهور المتلقين الذين يغيرون مواقفهم وتصرفاتهم وفقاً لمدى تلك التأثيرات. وترصد الحكومات والهيئات والمؤسسات أموالاً طائلة للمؤسسات الإعلامية التي تخدم مشاريعها، وتوظف فيها مختصين اجتماعيين ونفسيين وسواهم لزيادة حجم التأثير المطلوب. وتتصارع قوى الحق والباطل وتحشد كل منها مقدراتها في حرب تنذر بتغيير المفاهيم سيكون النصر في جانب من يمتلك إمكانيات تكنولوجية وفكرية قادرة على الوصول إلى الهدف المنشود. |
|