تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دير شبيغل.. حين تكون أداة للي الأذرع!!

شؤون سياسية
الجمعة 29-5-2009م
ترجمة: دلال ابراهيم عن موقع voltairenet

لغاية الآن كان الفشل هو العنوان العريض لعمل لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، لا بل إنها افسحت المجال لعمليات توظيف سياسية جديدة. والمقال الذي نشرته مجلة دير شبيغل الالمانية ،

والذي سرعان ما التقطته وكالات الاعلام الغربية وأفاضت فيه، يعتبر فصلاً جديداً في هذا المسلسل: وهو توجيه أصابع اتهام المحققين المقربين والولايات المتحدة وإسرائيل إلى حزب الله وربما ايران بعد تخليهم عن اتهام سورية لعجزهم في تقديم أدلتهم الدامغة ضدها.‏

وهذا الاتهام الاشبه بنيران مضادة، جاء بعد فترة قليلة من تأكيد الصحفي الأميركي واين مادسن على قناة روسيا اليوم التلفزيونية ، عن مسؤولية نائب الرئيس الاميركي الاسبق ديك تشيني ، المباشرة في اغتيال الحريري، هذا الخبر الذي مر مرور الكرام على وكالات الاعلام الغربية ، وكان قد أسس لاضطرابات خطيرة في الشرق الأوسط بشكل عام، وفي لبنان بشكل خاص.‏

حقيقة دير شبيغل‏

المقال جاء بقلم الصحفي اريش فولاث ، والذي اختص منذ ثلاثين عاماً بتناول المواضيع السياسية الدولية المتنوعة واشتهر في عام 1985 من خلال نشره كتاباً موثقاً من الداخل حول عمل أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية بعنوان ( عين ديفيد) وهو الآن عضو في مجموعة ضغط لصالح حلف الناتو ولايخفي اتهامه، منذ فترة طويلة، لحزب الله بأنه المسؤول عن الاغتيالات التي حدثت في امريكا اللاتينية عام 2002 ، 2004.‏

ويعود تاريخ إنشاء مجلة دير شبيغل الى عام 1947، اثر سقوط جيش الرايخ الثالث ، على يد قوات الحلفاء ، وقد عهدت حينها سلطات الاحتلال الانكليزية ادارة المجلة الى الصحفي رودلف أوغستين. وإثر وفاة هذا الأخير في عام 2002 ، تم تقسيم الحصص فيها ، وحصلت مجموعة بيرتلسمان على حصة الأسد فيها، وهذه المجموعة ضاربة جذورها في تاريخ عميق، وهي رابع مجموعة دولية في الارتباطات، ولكن المهم فيها هو ارتباطها ارتباطاً وثيقاً مع الناتو، وعلى حسابه تنظم كل عام ما هو معروف ( بمؤتمر ميونخ للأمن).‏

وعلى مدى تاريخها الطويل، اشتهرت ديرشبيغل بسلسلة (خبطات صحفية) ، التي تلقي بتأثيرها العميق على الحياة السياسية الألمانية ، وهي بشكل عام ، تعتبر على اطلاع واسع، ومقالاتها تخدم دوماً المصالح الانكلو- ساكسونية. وتلعب دوراً هاماً في البروباغندات والتشهير، ما حدا باليمين الالماني على لسان فرانز جوزيف ستروب الى وصفها ( غستابو العصر) بينما وصفها اليسار بلسان المستشار ويلي برانت بأنها ( ورق محارم) .‏

عمل اللجنة المشبوه‏

ويدعي كاتب المقال أن المحكمة الخاصة بلبنان تمتلك منذ شهر معلومات جديدة ولكنها تتحفظ عليها كي لا تؤدي إلى إمكان تسييس القضية من خلال تأثيرها على الانتخابات النيابية اللبنانية. رغم أن الصحفي ذكر ان نشر هذا المقال سيكون له تأثير سلبي على حزب الله.‏

وإن كانت ديرشبيغل قد اختارت معسكرها . فمن المحزن أن في نشرها لهذا المقال افتقدت لأي ذهنية نقدية لان التسريب المنظم للمعلومة من داخل المحكمة يطرح سؤالاً خطيراً حول حياد ونزاهة هذا القضاء.‏

والمشكلة هي ان الطريقة التي استندت اليها المجلة وادعت انها تسربت اليها من مصادر مطلعة في المحكمة لسوق الاتهامات الى حزب الله، هي نفسها الطريقة التي استخدمتها لجنة التحقيق السابقة بقيادة دتلف ميليس وادت الى زج اربعة ضباط لبنانيين في السجن لمدة اربع سنوات. هذا الاعتقال الذي وصفته لجنة حقوق الانسان التابع للامم المتحدة (بالتعسفي).والطريقة هذه تتبع المكالمات الهاتفية، والتي ثبت بطلانها. ولاندري الآن كيف اصبحت فجأة صحيحة لاتهام حزب الله.المهم هو انه وبعد فشلهم في الميدان السوري، هاهو الميدان الايراني امامهم. وقد حدد فولاث، كاتب المقال ان حزب الله لايمتلك الدوافع الواضحة لاغتيال الحريري، ولكن مسانديه في ايران يمتلكونها.‏

وللاضاءة: ان المحكمة تضم في صفوفها محققين، تم اختيارهم بناء على توصيات دتلف ميليس، رئيس لجنة التحقيق الدولية عقب اغتيال الحريري. وكان قبل ذلك يعمل مدعيا عاما في المانيا في ظل وكالة الاستخبارات الاميركية السي .اي.ايه، قبل ان يعمل في واشنطن لصالح بنك افكار يتبع لايباك، وهو مرشح لنيل الجنسية الاسرائيلية.‏

وكان محاطا في بيروت بفريق مؤلف في غالبيته من المان واسرائيليين.‏

اما رئيس المحققين الحالي الاسترالي نيك قلداس، وهو مصري مجنس استرالياً، وكذلك مرشح لنيل الجنسية الاسرائيلية. أي إن مجموعة الضغط لا زالت في القبضة وتستخدم نفس الاساليب والطرق، وتتابع نفس الأّهداف البعيدة كل البعد عن كشف الحقيقة، وتطلق الاتهامات جزافاً ضد كل من يعارض الولايات المتحدة واسرائيل في الشرق الأوسط.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية