|
|
أخبار سواء الرسمية أم على مستوى الشارع والمؤسسات التي يتشكل منها هذا الكيان ،وذلك تحت شعارات وعناوين ( الاستعداد لمواجهة وخوض حرب غير تقليدية على عدة جبهات في آن واحد ) . استعراض القوة هذا وعرض العضلات الذي جرت التعبئة له ، والتمهيد بمناورات للطيران الحربي يخرج عن نطاق التدريبات الروتينية ويتعدى ما يسمى استعادة ( منظومة الردع ورفع المعنويات ) إلى استحضار سياسة الترهيب وتوجيه الرسائل المكررة بالجملة للعرب والعالم ، التي تعيد توكيد السياسة الصهيونية المتعنتة الرافضة للسلام ، والتسليم بأي حق من الحقوق العربية والفلسطينية ، وبما يضع المنطقة إزاء احتمالات مفتوحة ويقود إلى الاعتقاد : بأن هناك عملاً من نوع ما أو مغامرة قد حضرت حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة للقيام بها ، تستهدف مجدداً زعزعة أمن واستقرار المنطقة وإبقاءها في دائرة النار والدم . وإذا كانت الهزيمة المنكرة لما سّمي ( الجيش الذي لا يقهر ) ، في حرب تموز العام 2006 على لبنان ، واندحار العدوان الهمجي على قطاع غزة والسقوط المريع لنظرياته ، قد أرست معادلة جديدة من توازن ( الرعب والقوة ) ، وفرضت على الاستراتيجيا الصهيونية ومخططيها وداهميها إعادة النظر في الحسابات ، فإن القرع الحالي لطبول الحرب ومحاولات الاستقواء بالخيار العسكري والتلويح باستخدامه ، بعدما غذت الإدارة الأمريكية الحالية آلته بثلاثة مليارات من الدولارات ، هروب لن يجدي ومنهجية لن تعوض وترمم الصورة المهزوزة وتسمح بإعطاء الاحتلال أية مكاسب وانتصارات . ذلك أن الزمن الذي كانت (اسرائيل) تعربد فيه وتستبيح على هواها قد ولى ، وما لم يستوعبه الصهاينة بعد من دروس وتجارب الماضي والحاضر : أنهم اليوم بكل ترسانتهم اليوم أعجز من أن يكسروا إرادة المقاومة والممانعة ، ويفرضوا استسلاماً على المنطقة يثبت أقدامهم ويشرع اغتصابهم لفلسطين والأراضي العربية ، وأن الثمن الذي يتعين عليهم دفعه بالسياسة مقابل السلام ، أقل كلفة بكثير عما يمكن أن يدفعوه لو ظلوا يتشبثون بنهج الغطرسة والعناد وبلطجة العدوان والحروب ، والتي نجزم بأنها لن تكون في مصلحتهم ولا طاقة لهم بتحمل استحقاقاتها وتبعاتها . |
|
