|
مجتمع والأم في هذه المرحلة عليها أن تدرك حقيقة هذه المشاعر وأن تعرف كيف تهيىء طفلها وفق عمره لاستقبال أخيه الجديد. وللولوج في عالم الطفولة والتعرف على كيفية إدراك بعض الأمهات لحقيقة الغيرة وماتسببه من أرق وانعدام الوزن لأطفالهن. التقينا ببعض الأمهات ووجهنا لهن السؤال التالي: كيف تواجهين غيرة طفلك من أخيه الجديد? - السيدة ليندا المصري ( مدّرسة ) قالت: كنت على علم تام بأن المدة المثالية لتنجب الأم من جديد هي أربع سنوات, وقد طبقت هذه المدة ومع ذلك فإن طفلي الأول شعر بالغيرة الشديدة كأنه طفل أصغر من ذلك بكثير, ولكن فارق الغيرة هنا كان يتمثل عنده أنه يدرك عدوانيته لأخيه الجديد ويشعر بالذنب. فكان يحمله لأن لديه في هذا العمر رغبة قوية بالاستمتاع بحمل الرضيع ومداعبته, وعندما كان يبكي الصغير الجديد, كان يقسو عليه وكان يضربه أحياناً, ولكنني كنت أصبر عليه وألعب معه وألاطفه. ولكن إذا ألحق بأخيه الأذى فلم أكن أتهاون معه. - السيدة روان النجار - جامعية - قالت: كنت أدرك أن الطفل في أعوامه الثلاثة الأولى يحتاج إلى الدفء والحنان, وكنت أنظر باهتمام إلى غيرة طفلي, وأعلم تماماً أن حدة طباعه أو العنف الذي يمارسه ليس نزوة أبداً, لذا كنت التصق به وأشعر أنه يلتصق بي لأنه في هذا العمر يريد أن يتعلم الحب والعاطفة,وهذا ماتجهله بعض الأمهات, وعندما كنت حاملاً في الشهور الأخيرة, كنت أتفهم حالته النفسية فكان يلامس بطني ويضع رأسه عليه وكأنه وسادة, وعندما وضعت طفلي الجديد الذي لم يكف عن الصراخ, وهذا مادفعني للاهتمام والانهماك به ونتج عن ذلك إهمالي لطفلي الأول وشعر بذلك, فتولدت لديه رغبة قوية في إيذاء الأشياء مثل لعبته- ظناً منه أنه ينتقم من أخيه الجديد, وليلفت انتباهي له. لم يعد يقبل الطعام ولم يعد يحب النوم, فأدركت هذا وتداركت ماأنا فيه, فبدأت أكلمه باستمرار وأخبره بأنني أحبه كثيراً, وكلما وضعت الصغير لأرضعه أجعله يقترب مني, أمسح على شعره وأقبله وأداعبه وبهذه الأفعال شعرت بأنني قد حققت شيئاً جيداً مع طفلي. - السيدة عليا السويدان ( طبيبة ) قالت: ليست الغيرة بين الإخوة فقط مقتصرة في الصغر, بل نجد ذلك عندما يكبر الطفل أيضاً. فمثلاً عندي ولد عمره عشر سنوات وآخر عمره ست سنوات, فابني الكبير يحاول وبشتى الوسائل وباستمرار التنافس مع أخيه لنيل محبتنا أنا ووالده, وذلك بإبراز مواهبه وقوته, ودائماً يسخر من أخيه بأنه هو أفضل منه وأن أخاه لايفهم ولايدرك شيئاً وأنه مازال صغيراً, وكان الصغير يغضب كثيراً وتبدأ المشاحنات فيما بينهما. ولفض هذا الإشكال الدائم والمستمر, كنت أتدخل بكل عطف وحنان ولكي لا أشعل نار الغيرة بينهما, آخذهما بحضني وأقول لهما كلمات تزيد من محبتهما وكنت لاأفرق بين أحد منهما. وأن مشكلة إمعان الطفل في الغيرة تتمثل في ضعف ثقافة الأبوين وقلة وعيهما, ويأتي دور الإقناع وهو الرد المناسب على غيرة الطفل, أي يجب ألا يكون الرد عنيفاً أو يحمل في طياته قمعاً للطفل بل يجب أن يأتي منطلقاً على أن الحوار مع الطفل هو الحل الأول والأخير. وعن رأي الاختصاصيين بهذا الأمر: أفادنا الدكتور يوسف لطيفة المتخصص بالأمراض النفسية والعصبية حيث قال: الغيرة من الوافد الجديد هي حالة شائعة تشاهد عند معظم الأطفال عند ولادة أخ أو أخت أصغر منهم في غالبية الحالات, تكون المشكلة خفيفة وتمر بسرعة ودون أية ضغوطات لاحقة ولكن عند بعض الأطفال قد تتفاقم الحالة لتؤدي لاضطرابات سلوكية وتكثر الغيرة عند الإناث, وأكثر الأسباب التي تساعد على حدوثها وجود طفلين سابقين وعدم تهيئة الأطفال أو الأولاد لقدوم المولود الجديد. وهناك أعراض لهذه الغيرة وهي تتمثل باضطرابات سلوكية على شكل عدوانية أو اعتداء على المولود الجديد - فقدان الحنان تجاه المولود الجديد - النزق والعصبية - انعزال الطفل عن أسرته - سلوك تحدٍ ومعارضة - زيادة الطلبات - اضطراب النوم وتراجع المهارات المكتسبة سابقاً كحدوث سلس البول - أو تراجع النطق أو تصرف الطفل تصرفات صبيانية أو تقليد المولود الجديد ويتم التعامل مع هذه الحالة بتهيئة الأطفال نحو قدوم المولود الجديد, وعدم تكريس وقت طويل له, واستمرار مشاعر الحب والحنان للأطفال, والشرح لهم أن الأم والأب لايزالان يكنان لهما نفس الحب رغم قدوم مولود جديد. |
|