|
ثقافة ولقد تتلمذ على يد (فيها مان دوران) رسام الوجوه الشهير في تركيا , الذي اعطاه مادة غنية في كيفية اقتناص الملامح الخاصة بالشخصية بوضوح وترتيب وانسجام . وعلى الرغم من انه شقيق أدهم ونعيم إسماعيل وهما من كبار رواد الحداثة التشكيلية , إلا انه وعلى خلافهما ,لم يهتم في تكاوين لوحاته التي قدمها في مراحله المختلفة بالمنحى الاختباري الحديث , وظل أميناً للاتجاه الواقعي (رغم وجود بعض الاستثناءات في بعض لوحاته الحديثة التي قدمها في مراحل سابقة) . بهذه الميزة يختلف عزيز اسماعيل في اسلوبه عن توجهات العديد من الفنانين المعاصرين, حيث يركز في لوحاته لإظهار ملامح بعض الوجوه المعروفة في مجالات مختلفة ( شخصيات وطنية وفنية وأدبية وطبية....) مع اعطاء الجوانب الفنية أهمية خاصة وذلك من خلال إظهار طبقات اللون واللمسة اللونية وتكسرات الضوء ومزايا الرسم الاكاديمي الصحيح . هكذا يبدو الوجه في يوميات عزيز اسماعيل بمثابة مرآة تعكس الحالة الداخلية والنفسية في الملامح , وتعابير العيون ,وبصمات الازمنة , فالوجه هو الشهادة الحقيقية , التي تسجل خطوط العمر والمعاناة والفرح واليأس والامل والتواضع والطموح والبراءة , والى آخر ماهنالك من خفايا داخلية. وهذا يعني انه يحسن دراسة الجوانب المتعددة, التي لعبت دورها في حياة الشخصية المراد رسمها , حتى يستطيع الافصاح بالظل والنور والنسب وخطوط التجاعيد ومختلف التعابير الصادقة عن الحالة النفسية الداخلية ,التي يمكنها أن تشبع عين المشاهد وتغنيها وتجعلها قادرة على الاحاطة بجوانب خفية في الشخصيةالمجسدة في فراغ السطح التصويري. فإذا اردنا تحليل لوحته الواقعية (بالاخص لوحات الوجوه) التي قدمها خلال مسيرته الفنية الطويلة , من وجهة نظر تشكيلية وتقنية ,فإننا نجده يجنح في أكثر الاحيان نحو معاينة سمات الأصل برزانة وهدوء وعقلانية ,ودون ان يقع في فخ التأثيرات التسجيلية السهلة ,وذلك لأنه يركز لإضفاء اللمسة الفنية المعبرة في نهاية المطاف عن أسلوبه وأحاسيسه ومشاعره الداخلية. فاللوحة تشكل بالنسبة له , رغم واقعيتها الدافع الاول لإيجاد الركائز , التي تحقق المناخ الذاتي , في خطوات مواجهة الموديل الحي ,وتحسس ايقاعات اللون الزيتي , وضمن مواصفات العمل الفني الحامل مسحة واقعية واكاديمية . يذكر انه والى جانب اتجاهه لاستعادة جماليات رسم الموديلات الحية, قام بإخراج ورصف القطع الفسيفسائية في لوحة الوفاء , التي ساهم فيها ايضاً علي السرميني وجريس سعد التي تتصدر مبنى الاتحاد العام للفلاحين في دمشق , والتي تعتبر من أكبر اللوحات الجدارية الفسيفسائية في سورية, حيث انجز العمل بمساعدة ولديه علام وأدهم , مستعيداً اسرار التقنيات الفسيفسائية العريقة, التي تحفظ القطع الملونة بألف لون ولون , من تقلبات المناخ ولمسات الريح والمطر وتؤكد شاعرية التواصل مع نبض التراث الحضاري ونبض العصر. ولقد كرم في مهرجان المحبة في دورته الثانية عشرة ,الى جانب نشأت الزعبي ولبيب رسلان اضافة لحيازته على شهادات شرف تقديرية من وزارة الثقافة عام 1968م واتحاد الصحفيين عام 1992م ونقابة الفنون الجميلة عام 1997م والمهرجان الخامس للثقافة والتراث عام 1998م. |
|