تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الوسوف في العرّاب .. .. دوخ نيشان

فضائيات
الأربعاء 7/5/2008
لميس علي

في إحدى الحفلات المدرسية غنى جورج وسوف الطفل ,موال (حاصبيا) , الذي كان قد حفظه عن والده.ويقال إنه في تلك الحفلة كان أحد بائعي الكاسيتات ضمن الحضور, سجل الموال وقام بنشره .ولتبدأ بذلك الحياة الفنية للوسوف الذي لقب بالسوري الصغير أو المطرب المعجزة لصغر سنه.

أبو وديع المعروف بعفويته وصدقه الشديدين , حل ضيفاً في برنامج (العراب) يحاوره نيشان.ولم يسبق لأي نجم من ضيوفه أن استقبل بتلك الحفاوة والاهتمام الكبيرين اللذين حظي بهما الوسوف الذي كسر القاعدة التي يمشي عليها البرنامج أكثر من مرة.. بل نجح بإخراج كل من البرنامج ومقدمه من طابع الروتين الاعتيادي الذي كان قد بدأ يسم (العراب).‏

كنا نرى نيشان في كل الحلقات السابقة ,وهو يقود الحوار,وكأنما هو الطرف الأقوى ,يحاور ,يشاغب ,يحرج, وقد يضجر ضيفه,أما مع سلطان الطرب فقد انقلبت المعادلة وتغير الحال.‏

فالوسوف هو من قام بإحراج وربما (لخبطة) نيشان ..جننه ودوخه.. أكثر من مرة بصدقه وعفويته.وكأنما كان يحادثه بعيداً عن الاستديو .فطوال البرنامج كان الوسوف يتكلم على سجيته وطبيعته ونادراً ما نلمس هذا الأمر لدى الفنانين الذين يتجملون أمام الكاميرا..‏

لكن..لماذا بدا نيشان في هذه الحلقة منضبطاً أكثر من المعتاد?‏

هل لأن الضيف هو الوسوف صاحب الحضور المحير والمربك بتلقائيته الزائدة والتي حققت له قيادة دفة النقاش بأريحية.? أم أن نيشان رغب بصون نوع من الصداقة والمحبة والتي بدت كبيرة من طرفه تجاه أبي وديع ,فكبح جماح رغباته بتحقيق مشاغباته المعهودة مع الضيوف.ليبقى السبب الثالث محصوراً بكون جورج صاحب مسيرة فنية ليس فيها ماهو مخفي ومغيب عن الجمهور,ينأى بنفسه عن (القيل والقال)..‏

وهكذا يفرض الوسوف شروطه حتى من قبل قدومه,شروط هي موضوعة سلفاً كما يبدو من تلقاء نفسها,تلازم قامة فنان مثله..‏

إذ لم يحضر فنان آخر إلى جانبه..لم يصعد إلى الغرفة الزجاجيةكبقية الفنانين..لم يذكر عراباً له,فهو دون عراب بالحياة كلها على الإطلاق..‏

إجابات وتعليقات سلطان الطرب لم تخل من روح الدعابة والطرافة ,كأن يجيب على سؤال نيشان :هل الفن رسالة عند الفنان بقوله:هو رسالة من تحت الماء ,معلناً أنه من عشر سنوات إلى الآن لم يظهرنجم عربي حقيقي.. وفي سؤال آخر حول إذا ماكان يرغب بعمل (ديو) فمع من يتمنى غناءه..‏

يجيب(رح أعمل ديو معك أنت)قاصداً نيشان..‏

وفي النهاية يختم الوسوف ممازحاً مضيفه الودود هذه المرة (لو تموت مافي حلقة ثانية)..‏

ربما كْسُر أبي وديع لجميع الحواجز التي من الممكن أن توجد بينه وبين الآخر..مهما كان هذا الآخر (جمهوره ,أصدقاؤه..) هو أحد أهم أسباب شعبيته التي يؤكد عليها (أنا إنسان شعبي) معتبراً إياها أهم من نيل الجوائز..‏

ولهذا نراه يحدث جمهوره دون أي تكلف أو تصنع ,يرد عليهم, على كلماتهم وصيحاتهم,أمانيهم ومباركاتهم التي يرجونها له.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية