تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وداعاً للكاوبوي

من الصحافة الألمانية
ترجمة
الأربعاء 7/5/2008
ترجمة : كامل اسماعيل

تحت عنوان (غودباي- كاوبوي) (وداعاً لراعي البقر) نشرت صحيفة فرانكفورتر روندشاو عموداً للكاتبة ريكاردا يوتغه تتهكم فيه على الرئيس الأمريكي بطريقة ساخرة تعكس رأي شرائح كبيرة في أمريكا والعالم جاء فيه:

يقترب موعد الوداع بخطوات سريعة, أو لنقل بسرعة الطيران, لنجد أنفسنا مجبرين على الانقطاع عن مصلح العالم, عن مسيحي مؤمن, أو بشكل أصح: عن راعي البقر, فهل بإمكاننا أن نتصور الحياة, أو العالم من دون جورج بوش? وهل سنفتقده? نعم, فالرجل قد زج بنا في صراعات سياسية وشخصية كبيرة.‏

لقد دفعنا إلى النشاط,إلى النزول للشارع للتظاهر تحت كل الظروف, لقد جعلنا نأمل بأن كل شيء يسير نحو الأفضل, وهو ما لم يفعله أحد غيره, ربما كنا قد رفعنا جون كندي إلى السماء وحسدنا بيل كلينتون على هيلاري, ولكن ما من أحد دعانا للتأمل كما فعل جورج بوش.‏

نعم, إن جورج بوش رجل ذكي لا يمتلك القدرة على الحس السياسي الرفيع, بل لديه القدرة على التفاهم مع مختلف أنماط البشر, ففي أثناء لعبة بولينغ مع سيدة من الطبقة العمالية كاد أن يختنق بقطعة من الكعك من فرط الحماسة, لكنها لم تجعل له القامة المنتصبة التي لباراك أوباما الذي قد يخلفه في المنصب.‏

لكن بوش هو في النهاية رياضي يجد أن ( من أشد الأمور حزناً بالنسبة لكون المرء رئيساً) أنه لا يستطيع دائماً الذهاب إلى سباق الخيل, حتى عندما يؤمن (بالتعايش السلمي بين البشر والأسماك) فإن أول شيء سيفعله إذا ما قام يوماً بزيارة خاصة إلى برلين هو الذهاب لصيد السمك بالصنارة, الأمر الذي يجعل منه عارفاً جيداً بالعاصمة الألمانية, لأن المطلعين فقط هم الذين يعرفون بأن مايثير الاهتمام في برلين ليس التاريخ والسياسة والثقافة أو الحياة الليلية, بل وقبل كل شيء, اصطياد السمك من نهر (شبريه) من أجل حل أزمة الغذاء, لأن المعتادين البرلينيين على الإعانات يعرفون طبعاً أن الأمريكيين يحتاجون إلى طرود الإعانة في أفغانستان والعراق, والشيء اللطيف في بوش أيضاَ هو أنه لا يركن إلى حدسه الشخصي أبداً (لورا وأنا لا نلحظ أبداً مدى ذكاء أولادنا, حتى نحصل على تحليل موضوعي).‏

وليس الحفاظ على الموضوعية بالأمر السهل دائماً, خاصة إذا ما كان المرء يخاف مما سيحدث عندما يغيب جورج بوش? ما الذي ينتظرنا من دونه? فهل سنعاني من ألم الفراق واكتئاب قد يعم العالم أجمع? لا نعلم ذلك ولا يمكننا سوى أن نأمل من أعماق قلوبنا ألا يتركنا الرئيس الأمريكي إلى حقبة ما بعد بوش من دون إحدى الحكم التي اشتهر بها, على غرار (إن المستقبل سيكون غداً أفضل) أو (حقاً يمكن لأناس هزليين أن يتسلموا مناصب هامة وأن تكون لهم تأثيرات كبيرة على مسار التاريخ) عند ذلك سنقول:( إلى اللقاء يا راعي البقر... باي, باي بوش).‏

* عقائد إسرائيلية‏

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة نويس دويتشلاند عموداً بقلم »رولاند اتسل) جاء فيه:‏

عرضت حماس على (إسرائيل) وقفاً لإطلاق النار لمدة ستة أشهر فرفضت, وفي الوقت نفسه أعلنت (إسرائيل) أنها تطلب من حماس وقفاً فورياً لهجمات الصواريخ, لكن دون التفكير بالحوار معها, سواء بشكل مباشر أم غير مباشر, وهذا بحد ذاته شيزو فرينيا, أي انفصام في الشخصية, لكنه ليس بخصوص استمرار السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين, والفكرة الأساسية هي: نحن, أي (إسرائيل), نقرر من هو الجانب الفلسطيني الذي يتفاوض معنا, إذا ما فاوضنا, وهكذا رفض رئيس وزراء (إسرائيل) في الثمانينات الحوار مع منظمة التحرير, وعندما أصبح الحوار غير ممكن اعتبر أن رئيسها عرفات غير مقبول لإجراء الحوار.‏

وبعد وفاة عرفات انتقل دور غير المقبولين إلى حماس, والأن يتعرض الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر, الذي خرق هذا الموقف من الحيلولة دون المفاوضات, إلى نظرات شذراء من قبل (إسرائيل) والولايات المتحدة, لأن أسئلته البسيطة تصيب منتصف الهدف, ما الذي يمنع من وقف إطلاق النار?‏

ألا يعني ذلك أيضاً وقفاً لإطلاق الصواريخ? ويمكن أيضاً تمديد هذه الفترة, عند ذلك يمكن لحماس أن تحافظ على ماء وجهها وتغير من استراتيجيتها, أليس ذلك أمراً مرغوباً? على أي حال فالكرة في الملعب الإسرائيلي.‏

* الناشط من أجل السلام - جيمي كارتر‏

تحت هذا العنوان كتبت »يونغه فيلت) تقول:‏

في البيت الأبيض في واشنطن وفي أوساط الحكومة الإسرائيلية يسود الآن الاضطراب حول الرئيس الأمريكي الديموقراطي الأسبق جيمي كارتر الذي التقى مع قادة من حماس, انتقد البيت الأبيض اللقاء في القاهرة ووصفه بأنه »غير مفيد) باعتبار أن حماس حسب قول الناطق باسم مجلس الأمن القومي »منظمة إرهابية) وأن الحديث مع حماس, التي لا يقيم لها »مجتمع القيم) الغربي أي وزن, يعتبر في واشنطن وتل أبيب أمراً مريباًَ, لكن رسالة جيمي كارتر (84 عاماً وحامل جائزة نوبل للسلام) تقول: لا تتحقق التسوية السلمية إلا بالحديث معاً وتبادل الأفكار وليس بالقوة العسكرية.‏

الرئيس كارتر ليس فقط الرئيس الأمريكي الوحيد في النصف الثاني من القرن العشرين الذي لم تهاجم القوات الأمريكية دولاً أخرى ولم تقم بحروب خلال فترة رئاسته, بل أيضاً الوسيط الأكثر نجاحاً بين الفلسطينيين والإسرائيليين, رغم ذلك من رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية أولمرت استقباله أو تأمين الحماية الشخصية له, فبدلاً من ذلك منعه من التوجه إلى غزة.‏

* أخيار وأشرار‏

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة دير شتاندارد النمساوية:‏

لا ترى سارة روي الأستاذة في جامعة هارفارد فرصة لتحقيق السلام بين (إسرائيل) والفلسطينيين خلال هذا العام, فتحقيق السلام لم يكن يوماً هدفاً حقيقياً لمبادرة الرئيس بوش للسلام في »الشرق الأوسط) التي ابتدأت في آنا بوليس لأن » الهدف كان تقسيم الفلسطينيين إلى أخيار وأشرار).‏

فمن جهة هناك حكومة حماس غير المعترف بها في غزة, ومن جهة أخرى هناك الرئيس المعتدل محمود عباس, ولم تهدف المبادرة إلا إلى الحفاظ على الوضع الراهن, أي على سياسة الاستيطان الإسرائيلية, ولا بد من ندوة للحفاظ على حياة عباس السياسية, وفي محاضرة لها في افتتاح مؤتمر حول »الشرق الأوسط) أقامه معهد فيينا للحوار والتعاون الدوليين حذرت الأستاذة روي من زيادة التصعيد بقولها: » لقد ضاق الفلسطينيون ذرعاً ولم يعودوا يؤمنون بالوعود, يجب الآن أن يحدث شيء ما حقيقي وملموس, وكخطوة أولى على (إسرائيل) أن تعقد هدنة مع حماس, تبدأ مفاوضات جدية مع مختلف الفصائل دون أن تضع مسألة اعتراف حماس بها كشرط مسبق, لأن حماس لن تقبل ذلك).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية