|
نوفيل أوبسيرفاتير حتى المحادثات حول طريقة التفاوض لم تبدأ ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لا يريد الحديث إلا عن مفاوضات سرية حول عملية السلام, في حين أن الرئيس بشار الأسد على عكسه تماماً يرى أن المناقشات يجب أن تكون علنية وبحضور الأميركيين , غير أن البيت الأبيض حتى الآن لم يسع لهكذا مبادرة ولا إرادة له بعملية السلام لأنه على غير وفاق مع سورية. لكن ذلك لا يمنع من القول إنه للمرة الأولى منذ ثماني سنوات يطفو الملف السوري - الإسرائيلي على السطح, وتعود المبادرة في هذا الأمر إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ,وحسب ما ذكرت المصادر الصحفية أنه قد يكون اردوغان هو من أقنع إيهود اولمرت أن يتوجه عبره برسالة إلى دمشق يقول فيها: ( إننا على استعداد لأن نعيد الجولان مقابل السلام) وهي جملة أساسية وهامة, لأن رئيس الوزراء الإسرائىلي يعلم جيداً الموقف الذي حدده الرئيس الراحل حافظ الأسد أثناء المفاوضات مع إيهود باراك عام 2000 , حيث كان قد طالب الإسرائيليين بالانسحاب إلى خط وقف إطلاق النار قبل حرب الأيام الستة في حزيران ,1967 وبعبارة أخرى يعني ذلك الانسحاب من الجولان بالكامل إضافة إلى 400 متر من الضفة الشرقية لبحيرة طبريا, أي أن تعود هذه الأرض جميعها سورية.. إلا أن إيهود باراك رفض حينها ,وفشلت المفاوضات رغم وساطة الرئيس بيل كلينتون. هل تستطيع الإدارة الأميركية أن تلعب بعد دور الحكم أو الوسيط الحيادي بين الإسرائيليين والفلسطينين? حول هذا الموضوع يقول الكاتب ميلر الذي أمضى خمسة وعشرين عاماً في وزارة الخارجية الأميركية معترفاً بالذنب وعلى طريقة النقد الذاتي: ( لفترة طويلة جداً كان المسؤولون الأميركيون وأنا منهم يلعبون دور المحامي عن إسرائيل), القضية هي ليست أن تعلم إذا كان هذا الزعيم السياسي الأميركي مع إسرائيل أم ضدها , لكن القضية أن تعلم ما درجة دعمه لإسرائيل, بيل كلينتون كان أكثر رئيس ديمقراطي مناصراً لإسرائيل منذ عهد الرئيس ترومان, لكن جورج بوش هو أكثر الرؤساء الجمهوريين دعماً لإسرائيل عبر التاريخ الأميركي , وفي واشنطن الآن نائب الرئيس ديك تشيني يعارض وبقوة مع عدد من المسؤولين في مجلس الأمن القومي مشروع السلام , ويقود حملة ناشطة ضد المفاوضات, السورية الإسرائيلية , فهل يستطيع إيهود أولمرت أن يتجاوز هذا الواقع المفروض ويبدأ حواراً جدياً مع الرئيس الأسد? إن فعل ذلك فهو سيربح الكثير كما أكد الجنرال الإسرائيلي أوري ساغي رجل المفاوضات التي بدأت مع السوريين عام 1991 , وفي هذا الإطار يقول أوري: إن حصل السلام فسيؤدي إلى انقلاب استراتيجي في المنطقة وسيكون من مصلحة إسرائيل. |
|