|
دراسات ولكن لدى الأميركيين (منطقهم)الخاص.. فكأنه لا يكفي العراقيين ويلات الاحتلال الذي جر الموت والدمار, والتشرد والجوع لشعب بأكمله ,ليأتي أعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي لينجحوا في تمرير مشروع قانون يمنع وزارة الدفاع الأميركية/البنتاغون/من تمويل أي مشروع لإعادة البناء,أو أي مشاريع بنية أساسية في العراق ,تزيد تكلفتها على مليوني دولار,إضافة إلى طلبهم أن يسدد العراقيون تكلفة الوقود التي يستخدمها المحتلون. فهل هناك وقاحة أكبر ,وهل أخطأ من وصف الحرب على العراق أنها سطو مسلح? نعم لقد سطت عصابة المحافظين الجدد بما تمثله من شركات عملاقة واحتكارات على العراق بالقوة الغاشمة .وبعد تلك السنوات التي ذاق فيها العراقيون الأمرين بسبب الاحتلال الأميركي ,يأتي دور المنظرين للمحتل ليدلوا بدلوهم ويطالبوا بصفاقة قل نظيرها أن يسدد العراقيون للمحتل تكاليف احتلاله. السيناتور كارل ليفين رئيس لجنة القوات المسلحة تبجح بالقول إن دافع الضرائب الأميركي سيتحمل تكلفة أشياء كثيرة, ومن المفترض حسب ادعائه أن يتحمل العراق من الفائض الذي بحوزته, فهم يصدرون مليوني برميل من النفط يومياً.. لقد انقلبت القيم رأساً على عقب ,وبلغت الوقاحة بالمحتل حداً تجاوز كل ماتعارفت عليه البشرية.لكن ليس مستغرباً على أي حال من لصوص سال لعابهم للثروات التي يمتلكها العراق ,فاتخذوا قراراً بشن حرب ظالمة كي ينهبوا ثرواته ,ولو تطلب الأمر تدمير البلد على رؤوس أصحابه. وهو ماحدث فعلاً, ليأتي اليوم الذي يقولون فيه : على العراقيين تحمل نفقات الاحتلال ,ولسان حالهم يقول لقد أنعمنا عليكم بالاحتلال والحرب والقتل وعليكم أن تسددوا الثمن من نفطكم ودمائكم ومستقبلكم. وحتى نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب ذكرت العراقيين المنكوبين بالاحتلال البغيض أن لديهم حسب زعمهم عوائد وفوائض نتيجة ارتفاع أسعار النفط ونحن الأميركيين لدينا عجز. ويبقى السؤال المشروع دوماً و: من كلّف الولايات المتحدة أن تصبح شرطياً عالمياً يقرر على هواه مستقبل العالم ?! وهل الشرائع والقوانين الدولية تسوغ تصرف إدارة مهووسة بالحروب كي تهاجم شعباً آمناً وتزج بجنودها وأسلحتها الفتاكة في حرب مجنونة ,برهنت السنوات الخمس الماضية عقمها وفشلها?.أم أن للشركات العابرة للقارات منطقها الخاص الذي يسوغ القتل والتدمير من أجل نهب الثروات وزيادة أرباحها ولو تطلب الأمر إرسال الأميركيين للموت المجاني في العراق وغيره لإرضاء جشع الأثرياء. وهكذا يلتقي أولئك المشرعون الأميركيون مع القادة العسكريين والسياسيين حول هدف واحد وهو مواصلة الحروب تحت ذرائع واهية ويافطات مفبركة ومنها (الحرب ضد مايسمونه الارهاب). ورغم صيحات العقلاء - على قلتهم- فإن إدارة بوش ماضية في غيها. فقد أكد الجنرال ريتشارد كودي نائب رئيس أركان الجيوش الأميركية أن الحروب الحالية التي تشنها واشنطن تقلص فرص الخيارات أمام المؤسسة العسكرية .وبالتالي تزيد من المخاطر المستقبلية على الولايات المتحدة.وبرأيه إن التركيز على حروب في الشرق الأوسط سيمنع الاهتمام بآسيا والمحيط الهادي حيث تقبع الصين بإمكانياتها المتنامية.لكن الادارة الأميركية مصرة على اختيار حروبها وبعد أن تورطت أميركا فيها لسنوات طويلة, تصبح هذه الحروب ضرورة وهو مايفسر قرار تعيين بيترايوس قائداً أعلى للقيادة المركزية الأميركية وهو المؤيد لخلق أزمات جديدة, وبالتالي شن حروب جديدة, والواضح أن الإدارة الحالية تقود حملة تضليل واسعة, وللأسف تمكنت حتى الآن من إقصاء المعارضين لها داخل أميركا وهي تريد مواصلة الحروب وتطمع في رؤية لهيب ألسنة حروب جديدة في المنطقة. فهل نبتعد عن الصواب إذا أكدنا أن الإدارة الحالية هي خطر عالمي? هي فعلاًخطر على العالم وعلى أميركا أيضاً. |
|