تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عندما تطلب يدك للزواج..?!

مجتمع
الأحد 9/11/2008
ميساء العجي

للزواج طقوس وعادات ثابتة ومتعارف عليها في كافة دول العالم , صحيح أنها تختلف من مجتمع إلى آخر إلا أنها نفسها في كافة المجتمعات على حد سواء ومن أهمها أن يبادر الشاب

ويطلب يد الفتاة وذلك عن طريق جملة من العادات والتقاليد تختلف من مكان إلى آخر .. اليوم هل يمكن أن ينقلب الوضع وتقوم الفتاة نفسها بطلب يد الشاب للزواج..!‏

ترى هل تجرؤ كافة الفتيات على القيام بهذا الأمر أم إن البعض منهن سيطلب والبعض الآخر لا.. وكيف ستكون ردة فعل الشاب عندما تتقدم الفتاة وتطلب يده للزواج .‏

في البداية سنعرف رأي الفتيات وهل سيقدمن على هذه المحاولة أم إن هذا من المستحيل?‏

يارا عبده موظفة تقول إن هذا أمر مستحيل جداً جداً بالنسبة لي ومهما كان لن أبادر وأطلب يد شاب للزواج بي فإن هذا سيقلل من قيمتي ومن قدري , هذا في البداية والأمر الثاني إنني لا أملك الجرأة التي يتمتع بها أي شاب لطلب يد فتاة للزواج وهذه كما اعتقد من صفات الشاب, وبينت يارا أن طلب الشاب يد الفتاة للزواج هو أفضل بكثير من العكس , فالشاب إن رفضته فتاة قد يتأثر قليلاً لكنه فيما بعد سينسى ويبحث عن فتاة أخرى لكن الأمر بالنسبة للفتيات هو أمر معقد جداً فربما تصاب الفتاة بأزمة وقد تكره فيما بعد أن تتزوج وربما تكره الشباب نهائياً.. ولا تحاول فيما بعد الارتباط بأي شاب مهما كانت ميزاته أو صفاته..‏

يتناقض مع أفكاري..‏

إن فكرة أن أعرض نفسي على شاب ما.. أمر يتناقض مع أفكاري ومبادئي نهائياً , هذا ما بينته هنادي الفحام موظفة أيضاً حيث قالت ذلك وهي بحالة استغراب شديد من الوضع الذي تحدثنا عنه وأضافت هنادي أنه إن قامت فتاة بطلب يد الشاب فماذا سيفعل هو.. هل سيجلس وينتظر موافقة أهله أم أنه سينتظر من شريكة المستقبل أن تؤمن الحياة الكريمة التي يرغب بها في المستقبل.? وبالطبع هذا سيكلف الفتاة الكثير من الجهد والتعب وكذلك من الارهاق النفسي والمعنوي وبالطبع كلنا يعرف أن مقدرتها على تحمل كل هذه الضغوط أقل من مقدرة الشاب فلماذا تبادل الأدوار..?‏

لا أحب حتى الوساطة بهذا الموضوع..‏

ميسون الحمود موظفة تقول إن هذا الموضوع حساس جداً بالنسبة للمرأة فقد يكون الشاب ممتازاً من كافة النواحي إلا أن المرأة لا تعجب به ولا تجده شريك الحياة المناسب لها , هذا بعد أن يبادر هو ويطلب يدها فتحاول البحث والتفتيش عن النقاط الايجابية التي تفضلها بزوج المستقبل وربما في البداية تجد العديد من الايجابيات لكنها في الوقت نفسه عندما تجد أن السلبيات تفوق الايجابيات فإنها تبتعد وترفض الشاب نهائياً لكن في حال وجود وساطة تمدح لها هذا الشاب فإنها سوف تحرج من الموضوع وسوف تسعى لأن توفق بين أفكارها وما تنصحها به الواسطة التي بحثت لها عن العريس المناسب.‏

ما رأي الشباب ?‏

سامي الطويل مهندس مدني يقول أنا لا أميل لفكرة أن تعرض الفتاة نفسها على الشاب بغرض الزواج وذلك لأنني اعتبر أن ذلك يقلل من قيمتها واعتبر أن هذه الخطوة لا تناسب أي فتاة مهما كان مستواها الثقافي والعلمي.‏

هذا اختصاص الرجل..‏

غياث العبد الله طبيب أسنان يقول إن هذه الخطوة الجريئة هي من اختصاص الرجل فهو من يجب أن يمتلك المبادرة لتقديم نفسه إلى الفتاة وهذا بالطبع لا يعتبر نقصاً ولا تقليلاً من قيمته وقدره في حال لم توافق الفتاة على الشاب ,بالعكس هذا يعطيه دافعاً أقوى للبحث عن فتاة أخرى تناسبه وتقبل به.‏

الأمر عادي فتاة أو شاب‏

لكن هذا الموضوع كان مخالفاً جداً بالنسبة إلى موسى المحمود الذي قال: إن الموضوع طبيعي بالنسبة إلى الشاب والفتاة وهذا يجب أن يكون أمراً طبيعياً في هذا الموضوع فلا يوجد أي فرق بين الشاب والفتاة فما العائق أن تطلب فتاة يد شاب للزواج إن كانت ترى فيه عريس المستقبل المناسب لها تماماً وعلى كل شاب أن يتفهم جيداً هذا الموضوع ولا يعتبر ذلك انتقاصاً من كرامة الفتاة.‏

رأي المرشد الاجتماعي‏

المرشدة النفسية فريال القسام مرشدة نفسية في إحدى مدارس مدينة دمشق تقول إن التربية الأسرية في مجتمعنا تجعل الشاب في أي موضوع يحتاج إلى الجرأة , فمهمة الشاب كم نعرقها جميعاً هي المبادرة والمغامرة, الموضوع إن كنا سنقيمه من الناحية النفسية والاجتماعية سيؤثر قليلاً على الشاب وإنما لن يشكل لديه أية أزمة نفسية ولا عاطفية ولا غيرها أما بالنسبة للفتاة ففي حال قوبلت بالرفض في أبسط الأمور فإننا نجد أن هذا سيشكل لها أزمة نفسية وتتحسس فيها من الموضوع كثيراً حتى إننا نجد بعض الفتيات تتشكل لديهن ردة فعل عكسية تجاه موضوع الزواج بالذات وأضافت فريال إننا إن عدنا إلى تربية كل فرد في مجتمعنا فإننا نجد أن الأدوار منفصلة ما بين الذكر والأنثى وكذلك هي المهام ويجب علينا ألا نخلط بين الذكر والأنثى في أبسط الأمور ولا في أعقدها.‏

وبرأيي إن تقدم الشاب للفتاة وطلب يدها فذلك سيحفزها ويشجعها ويبعث في نفسها شعور الاطمئنان والاستقرار كذلك , لكن إن تقدمت هي وطلبت ولاقت قليلاً من عدم الاستجابة فسيؤثر ذلك عليها بالمستقبل وبالطبع هذا سينعكس سلباً على تربية أطفالها بالمستقبل وبالتالي سينعكس على المجتمع.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية