تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نوال السعداوي في ضي القناديل: حكاية حرية وتمرُّ د..!

فضائيات
الأحد 9/11/2008
آنا عزيز الخضر

تعلن آراءها بجرأة مدهشة, ما تصرح به دوماً مفاجآت-حقائق إذ تنفض عنها ما تراكم من مفاهيم مغلوطة قدم لنا التلفزيون السوري القناة الأولى لقاءً مع الأديبة والباحثة نوال السعداوي

التي أعلنت شاكرةً عنه عبر برنامج ضي القناديل من إعداد وتقديم وحوارهيام منور إذ أتاح الحوار الذكي والمتمكن الاقتراب من عوالم نوال السعداوي الشخصية والإبداعية فيظهر عدم استكانتها لأي حالة ما لم تقتنع بقيمتها الإنسانية, لا تتعامل مطلقاً مع التسليم, البحث عن الجانب الإنساني والنقد هما دليلها الحياتي والإبداعي, فعبر أي وجهة نظهر د. نوال السعداوي ظهرت الخصوصية في آلية النقد والموقف الناضج إنسانياً وثقافياً وفكرياً أسعدتنا بجرأتها الموازية للمحاربة الحاضرة دوماً في مجالات كثيرة, وأدهشتنا بنزاهة آرائها ومواقفها الراسخة في قضايا المرأة والمجتمع,السياسة والحياة والحب.‏

آراؤها مقولات داعية إلى التعمق والبحث عن الأفضل في كل الحالات مثلاً تخاطب المرأة فتقول: لا تخضعي فأنت بذلك تدفعين الثمن مقابل الحرية وهذا أفضل من أن تدفعيه مقابل العبودية فالمرأة التي تخضع هي عدوة نفسها وعندها المرأة عدو للمرأة وتقول: أربي أولادي على المناقشة والمعارضة لأن الإبداع يقوم على المعارضة أنا لا أندم لأن الندم خطير وأتعلم من أخطائي وعن تساؤل المذيعة عن وجود الحب في عمر الستين أجابت الأديبة: الحب هو كل شيء في الحياة إنه الروح الكيان,التفكير والشخصية وأنا ضد سن اليأس واعتبره ربيع العمر والتفرغ عند المرأة, فكثير من الإبداعات النسائية شهدناها بعد الخمسين عن جائزة /نوبل/ قالت: جميع الجوائز سياسية ومبنية على علاقات القوى أما الكتاب العباقرة فنراهم يودعون في السجون وجائزتي الوحيدة والتي تكفيني هي محبة الناس, أما الموسيقا التي تسمعها قالت عنها: ليس كل المشهورين مبدعين فهناك الكثير من المبدعين المهمين مغمورون وأعتب هنا على الحركة النقدية إذ تلمع المعروفين فقط, طقوس الإبداع عند نوال السعداوي هي في التفرغ الكامل أثناء الكتابة والإغراق في الصمت وما تعيشه تكتبه وتقول: إنها استفادت في أعمالها من الجراحة الطبية التي عملت بها لمدة سبع سنوات ولا سيما /التشريح/ قبل الإتجاه إلى الطب النفسي وجمعت بين العلم والأدب محققة ميولها في الفن حيث الطموح أثناء الطفولة في أن تصبح فنانة راقصة-بالية- وها هي تتجه إلى الأدب بعد الطب.‏

تحدثت بصراحة عن حكاياها مع الأهل عندما كانوا يفضلون أخاها-الذكر- عليها رغم فشله ونجاحها وعندما سألتهم ردوا إن الله يريد ذلك فترد عليهم وتناقشهم إن الله العدل ولا يحب ذلك حيث اعتبرت النقاش ضرورة يجب أن تكون حاضرة في كل الأعمار والحالات الحياتية, عند السؤال عن نوال السعداوي الفولاذية هل تبكي أجابت: من قال: إن القوة نقيض للرقة, فالعقل القوي صاحب مشاعر قوية أيضاً.‏

وجهات نظر نوال السعداوي وآراؤها التقدمية تظهر عبر مسيرتها الحياتية مع الأسر والأهل موقفها من الأبناء والمجتمع, وهكذا حيث شكرت التلفزيون السوري قائلة: لم تجرؤ الكثير من التلفزيونيات العربية على إجراء هكذا حوار معي وقالت: إنها تعتبر الشعب السوري من أكثر الشعوب العربية تقدمية ,كما شكرت موقف سورية الصامد من الولايات المتحدة كحكومة واعتبرت أن ملتقى الأديبات العربيات الذي جمع السورية بالسودانية والمصرية والمغربية والجزائرية يعبر عن الوحدة العربية والثقافة العربية.‏

كانت المذيعة /هيام منور/ على براعة في إدارة الحوار وتوجيهه نحو الخوض في مجالات عدة حياتية وشخصية وإبداعية تحدثت فيها نوال السعداوي الباحثة, والطبيبة, و الأديبة والناشطة وقدمت الكثير من الآراء المختلفة مدعمة بالموقف الجميل المدهش جرأةً وصدقاً وواقعية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية