تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المقاولات العقارية في إدلب.. مهنة بلا ضوابط

مراسلون
الأحد 9/11/2008
أحمد عثمان

أبرز ما يميز مهنة المقاولات هو جمعها بين عدة مرتكزات أساسية تشكل مجتمعة طريق النجاح لمن يمتهنها وهي العلم والفن والإدارة بعكس ما يصورها بعض الدخلاء على أنها مغامرة أو مجازفة غير محسوبة النتائج,

يلعب الحظ الدور الأول في النجاح بامتلاكها ومن يتلمس أسس النجاح في هذه المهنة يدرك أنها بحاجة لجهد متواصل وتطور مستمر والتزام بالمبادئ العلمية حتى تؤتي ثمارها وكلما زاد الالتزام بالمبادئ كسب المقاول ربحاً وسمعة حسنة تضاف إلى رصيده المهني, وبنظرة معمقة لواقع العمل في هذا القطاع بمحافظة إدلب نجد أن هذه المهمة كادت أن تكون عمل من ليس لديه عمل, فكل من يملك شهادة ثانوية ووثيقة تثبت أنه زاول هذه المهنة لمدة عامين لدى أحد المقاولين وفي معظمها تكون دون مصداقية يصبح اسمه مقاولاً حتى فاق عدد أولئك أضعاف عدد المقاولين المهنيين.‏

ونتيجة لما تقدم نجد أن معظم المشاريع في محافظة إدلب تبدأ ولا تنجز بموعد محدد لأن من يأخذ على عاتقه تنفيذ بعض هذه المشاريع يفتقر لأدنى متطلبات هذه المهنة والأمثلة كثيرة, حيث يضطر بعض المقاولين عند تنفيذ أي مشروع لاستئجار كل ما يلزم من آليات لتنفيذ مشروعه, ما يجعله عرضة للابتزاز وخلال استقصائنا عن حقيقة ما يجري وراء كواليس هذه المهنة وجدنا بأن هناك مقاولين لا يملكون قيمة التأمينات الأولية للمشروع الذي قد يشترك بمناقصته والتي تبلغ خمسة بالمئة من قيمة المشروع وما خفي كان أعظم.‏

رغم التوءمة التي تربط بين أهم القطاعات التي تمثل العمود الفقري لمسيرة التنمية, وهما قطاعا الهندسة والمقاولات إلا أن الواقع يكاد ينطق بعكس ذلك فكل منهم يحمل الآخر مسؤولية ما وصلت إليه مهنة المقاولات من ترد, الأمر الذي دفع بعض المتضررين من هذا الواقع إلى التفكير جدياً بهجرها, فهل يتم وضع ضوابط ومعايير محددة للمهنة?!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية