تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ماذا في جعبة رايس?

حدث وتعليق
الأحد 9/11/2008
حسن حسن

مع كل زيارة لمسؤول أميركي رفيع المستوى الى المنطقة يلبس الاسرائيليون مسوح السلام ويبدؤون الحديث عن التنازلات (المؤلمة) وتفكيك المستوطنات( العشوائية),

واجراءات انسحاب لقواتهم من المدن والمناطق الفلسطينية لتعاود انتشارها في مناطق اخرى, ومع رحيل الضيف عن المنطقة تعاود آلة القتل الاسرائيلية تصعيد الموقف من جديد عن طريق الاغتيالات وهدم المنازل وتجريف الأراضي الزراعية وغيرها من فنون التدمير الاسرائيلية.‏

كوندوليزا رايس اليوم في المنطقة, وستجيد اسرائيل تحية ضيفها بالانسحاب أو بإعادة الانتشار من بعض المدن والمناطق الفلسطينية, وسترد الضيفة التحية بأحسن منها حيث ستجدد الدعوة الى القضاء على الحركات الفلسطينية )الارهابية( أو التغاضي والتعامي عن الجرائم الاسرائيلية, وبالطبع ستلتقط اسرائيل طرف الخيط مع مغادرة المسؤولة الاميركية للمنطقة لتعاود التصعيد والقتل والتدمير في المنطقة من جديد وتفرغ كافة تفاهمات واتفاقات السلام من مضمونها من جديد أيضا.‏

الاخطر من ذلك ان اطرافا دولية عديدة بدل ان تمارس الضغط على الحكومة الاسرائيلية لاقناعها بالعودة الى مسار التسوية نجدها تنخرط في خطاب مزدوج: الإلحاح حيناً على ادانة المنظمات الفلسطينية, واطلاق تصريحات عائمة بإمكانية احتوائها حيناً اخر.‏

الامر اصبح التزاماً ومصداقية بالنسبة للولايات المتحدة التي كانت ولاتزال تمتلك دون غيرها أربح الاوراق في الدفع بعملية السلام شوطاً الى الامام, دون ان تضطلع بهذا الدور بموضوعية فلن يتحقق سوى هذا التكرار لمسلسل التهرب الاسرائيلي من استحقاقات السلام.‏

فهل مازال أمام واشنطن مايكفي من الارادة والقوة لكي تعيد قطار السلام الى مساره? وهل سيكون في جعبة كوندوليزارايس غير اسطوانتها القديمة التنديد بالمنظمات الفلسطينية والتحريض عليها? أم أن المساعي الحالية هي أيضا, ستكون نوعاً من شراء الوقت, إن لم نقل نوعا من تضييع الوقت?!.‏

الايام القادمة لم تعد تكفي للاجابة على هذه الاسئلة , وان كنا نأمل ان يكون ذلك بتغليب صوت السلام والاستقرار على صوت الارهاب الاسرائيلي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية