|
رؤية واللافت للنظر ان إدارة المهرجان قامت ولأول مرة بتأمين أمكنة عرض الافلام بالاعتماد بشكل أساسي على المنشآت التابعة للدولة, وضمن العدد والمواصفات التي حددها الاتحاد الدولي للمنتجين السينمائيين. وكان في مقدمة الامكنة الصرح الحضاري دار الأسد للثقافة والفنون وصالات الكندي والحمراء والقباني, وإلى جانبها صالتا الشام وصالة المركز الثقافي الفرنسي. ولفت نظر الضيوف روعة بناء دار الأسد للثقافة والفنون, بمظهرها الخارجي وجمالها الداخلي. وإلى جانب المبنى الحضاري الحديث لفت نظر الضيوف التعامل الحضاري, فتستقبل الزوار عدة بوابات الكترونية تلافياً للازدحام , ثم البهو الانيق وفيه عدة نوافذ لبيع التذاكر وحجز المقاعد للضيوف والصحفيين والفنانين. ويتم الحجز عبر الحاسوب, فيعطى المشاهدون تذكرة دوّن فيها الاسم ورقم المقعد واسم الفيلم, وبشكل يمنع الازدواجية أو الفوضى التي تسود أماكن العرض في الحالات الاحتفالية. إن هذه الظاهرة الحضارية في البناء والتعامل والتجهيزات تؤكد أن لدينا امكانات لاتقل عن مستوى إمكانات الدول المسماة بالراقية, ونزيدها أننا نملك جذوراً حضارية تتواصل مع حضارة الحاضر. هنا يمكن أن نسأل: لماذا لا تكون كل الاماكن العامة حضارية على هذا الشكل.. وإلى متى تنتظر بقية المؤسسات ذات الإمكانات المماثلة في اتباع الأساليب المتحضرة في التعامل والمعاملات مع الناس?! |
|