تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الكاميرا...من تلاحق?!

فضائيات
الأحد 9/11/2008
سعاد زاهر

بعد انتهاء الفيلم تهمل الكاميرا صناع الفيلم الاساسين المخرج,الكاتب...تلاحق أجمل بطلاته تسألها عن كل شيء إلا دورها في الفيلم,

وإن حاول البعض أن يسأل في هذا الاتجاه المنسي,فانه يمس الموضوع مساً سطحياً,حتى إن متابع التلفزيون لايفهم شيئا سوى أن الممثلة أدت أفضل أدوار عمرها,على الدوام تأتي التوضيحات كقصائد مديح وغزل في ظل غياب شبه كامل لأي ملامح أو حتى بوادر نقد سينمائي!‏

هي ليست كاميرا فضائية بذاتها ماتفعل ذلك,معظم الفضائيات في الآونة الاخيرة تركز على كل ماهو سطحي لدى تعاطيها مع الفن السينمائي,ما يجمع بين أغلب القنوات أنها تتجاهل الثقافة السينمائية الجادة التي تنمي حس التذوق وترتفع بمستواه وبمستوى التلقي والتعاطي مع هذا الفن الهام,لنجد الكاميرا تلهث خلف نجوم يتم تكريسهم ورفع أجورهم حتى لم تعد تحتملها أغلب ميزانيات الأفلام.‏

غالبية أخبار الفضائيات تأتي أن النجمة الفلانية أو النجم قد دخل ليصور اما كيفية صناعة الفيلم,صعوباته,صعوبات السينما العربية والمآزق الكبيرة الواقعة فيها فهي آخر ما يهم فضائياتنا,لماذا السينما الغربية تعيش هذا التفوق المبهر,فبينما نعيش خلال المهرجانات السينمائية وآخرها مهرجان دمشق فنا سينمائيا سواء أكان أوربيا أم من أمريكا اللاتينية أو الهند,فنا سينمائيا يلامس بعمق النواحي الانسانية والفكرية لديك,تدخل الفيلم وتخرج منه وأنت قد عشت تجربة حقيقة بدخولك إلى عوالم شخصياته وأحداثه التي تنسيك أنك لاتعيش واقعاً حقيقاً,على العكس من الكثير من أفلامنا المفبركة التي تحاول جاهدة البحث والتعمق الا أن ما ينقصها روح إبداعية تتمكن من اقتحامك رغما عنك,ومع ذلك فغالبا ما تعيش مجدا مبهرا,حالة سرعان ما تزول بمجرد ركنها في العلب وعدم تذكرها الا كحالة أرشيفية أو توثيقية لامفر منها!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية